Binder2

ومل يعد ي نظر إ َّل الرقمي من زاوية أنه ابتكار وعلم قائم بذاته، بقدر ما أصبح خلفية عملية وأ ساسية جملال املعلومات ؛ التصال وا إذ ساعد على إظهار الينابيع اﻷيديولوجية والثقافية والتوجهات السياسي ة واالقتصادية للحاالت املقدمة إعالميًّ ا، من خالل تسهيل املالحظة والتعداد والتصنيف وكشف ا سرتاتيجيات اﳋطاابت والصور وأتويل السلوك واﻷحداث أبكثر دقة وإماطة اللثام عن املضمرات مع توسيع البياانت حول املوضوع املدروس وإعطاء إمكانية أكرب للتوثيق. وهو ما أعطى أمه ا إلحصاء) ية هلذه البياانت واﳋوارزميات (ﳏركات البحث الﱵ تعمل على الرتتيب وا مم ابملالحظة العينية. أنتج داللة جديدة كان من املستحيل اﳊصول عليها وأصبح لثقافة الفهرسة أي اض ا دور كبري ﰲ استنتاج هذه الدالالت، وهذا ما نراه ينقص البحث العلمي املختص ﰲ علوم اإلع الم واالتصال ﰲ العامل العريب الذي ما زال ﰲ نظران مقياد ا ابلطرق القدمية وابلنظرة الذاتية احملدودة للموضوعات املدروسة، أو إبخضاعها ملناهج مل تعد صاﳊة أمام غزو هذه املناهج اﳊديثة وتطورها املتسارع. لذلك بد ال من التفكري ﰲ إدماج هذه التكنولوجيات ﰲ برامج ا ملؤسسات الﱵ ت عﲎ ابإلعالم بطريقة ﳐتصة، وعرب دورات تدريبية متسلسلة، ملن ﲣىر جوا وأصبحوا ميارسون البحث ﰲ علوم اإلعالم واالتصال. وهذا ميك نهم من تقدمي ﲝوث علمية تتماشى مع روح العصر واهلندسة اﳉديدة للواقع وللوقائع، وما يصل د. ري صاﱀ للغ ح لليوم رمبا يكون غ لذلك البد اال من متابعة واستعداد لتغيري سرتاتيجيات حسب ما تقتضيه ظروف التقدم العلمي من تطور اآلالت والربﳎيات، وهو ﰲ حد ذاته ما ميكن أن يكون موضو اع ا لإلعالم واالتصال، مثل زخم املدوانت ومنصات الفيديو ن ن الجتماعية واإل والشبكات ا رت ت بشكل عام، مث ما توفره آالت يسرية اﳊمل ومنتشرة عند كل الفئات االجتماعية تقريب ا ا وما هلا من قدرة على توثيق اﻷحداث اﳊينية صواتا وصورة وبثها ﰲ نفس الوقت (اهلواتف الذكية مث ). الا وما ﳚب لفت انتباه الباحث إليه هوكيف تنش ئم التصال الدا ئ التكنولوجيا الرقمية عالقة جديدة ابلوقت بسبب ا ابملعلومات والبياانت وغريها 1 . لقد أصبح عامل الوقت ابلغ اﻷمهية بتوا فر هذه الوسائل الﱵ إن مل متتلكها أنت امتلكها غريك، وهذا يعﲏ عدم قدرتك على مسايرة اﳊدث والتحك م ﰲ زمنك اﳋاص بك، وكيفية تقسيمه، ومنه الزمن املخصص للبحث. ملطروح هنا: والسؤال ا كيف ميكن ا الل هذ نا استغ "التسوانمي الرقمي" ﰲ ﲝث علمي؟ وقد ط رح هذا السؤال ﰲ بعض الدراسات اﻷجنبية هبدف الوصول إ َّل ﲢويل الرقمي إ َّل ثقافة يتم ىك ن منها الباحث ويتعود عليها مبمارستها ومقاربتها يومي ا، وكيف يستطيع مع ذلك أخذ مسافة منها ﰲ ﲝثه. وهذا التعقيد منبعه أ مهية الرهاانت املنوطة بعهدة كل ما هو رقمي وكذلك اختالف الوسائط وتعد ملستمر، مث القدرة على استيعاب دها وتطورها ا كل ذلك وإﳚاد العالقات الﱵ ﲢكمه، والعالقة الﱵ تكون بينه وبني الكتاب العلمي ﰲ نفس االختصاص، وخاصة البحوث الﱵ ح ُكِّمت من ﳉان علمية متخصصة (ﲝ وث املاجستري والدكتوراه واملقاالت ﰲ اجملالت احمل ىك مة). وتتحىو ل بذلك

1 - Jacques Walter et al., Dynamiques des recherches en sciences de l ’ information et de la communication, 3eme éd. (Revue et Complétée, Hall, 2019).

217

Made with FlippingBook Online newsletter