إلعالمية، و تعقد البحث ﰲ ظل التحوالت الﱵ تعرفها الظواهر والصناعات ا ﰲ ﳎال إل ال ا ع م الرقمي وخصوصيته، ابت الوعي أبمهية ابتكار أطر مع رفية تقوم على أدوات علمية جديدة وعىُدة منهجية تعددية لشرح وأتويل وفهم هذه الظواهر، يزداد بصورة تلقائية. وهو ما تشري إليه ا نظ ملؤمترات العلمية الﱵ ت مها املراكز البحثية واملؤسسات اﻷكادميية ملناقشة مسارات تطوير البحث العلمي ﰲ حقل االتصال واإلعالم، السيما التأثريات العميقة الﱵ أحدثتها الرقمنة االجتماعية ﰲ هذا اﳊقل، وﳏاولة استكشاف اإلسرتاتيجيات البحثية والرؤى املنهجية امل ناسبة للتعامل مع الظواهر االتصالية واإلعالمية الرقمية. وعلى الرغم من أمهية التطور الذي تشهده خريطة مناهج البحث اإلعالمي، وظهور مناهج رقمية، مثل اإلثنوغرافيا الرقمية، ومناهج ﲢليل الشبكات االجتماعية، يرى الدكتور يوسف متار أن اإلرث العلمي العريب كل أبن يش جدير و إلعالم اﳉديد القاعدة اﻷساسية النطالق التفكري ﰲ مقارابت أصيلة لدراسة ا فهمه، سواء أكان هذا اإلرث ﰲ علم االجتماع (عبد الرمحن بن خلدون)، أم ﰲ علم النفس (ابن إسحاق الكندي و ابن الصائغ املعروف بن اب )، ابجة أو علم السياسة (عبد مل القادر بن عمر البغدادي، وا رتضى الزبيدي)، أو حﱴ ﰲ أنثروبولوجيا املنطقة العربية (أبو عثمان عمرو بن ﲝر اﳉاحظ، وأمحد بن مسكويه) و ري ري غ هم كث جدا سواء من القدماء أم ﰲ حملدثني، وسواء ا هذه العلوم أم ﰲ العلوم الﱵ ميكن أن ننهل منها مبادئ نظرية و منهجية لدراسة اإلعالم اﳉديد. ويؤكد الدكتور متار أ ن وعي الباحثني و اب اإلعالميني العرب لوضع السابق أصبح قائ ام ا، ﻷ حون ري منهم يصر ن الكث به ﰲ الكثري من مداخالهتم ، فهذا يوسف ﳏمد السماسريي يقول ﰲ هذا الشأن: " إن الب حث العلمي ﰲ حقل الم و ا تصا ال علوم اإلع يت مل ل ﰲ البلدان العربية سيظل قاصارا، ما مكن من إنتاج نظرية خاصة به، و ته مل ﳛقق استقاللي عن النظرايت الغربية، و سيتطور هذا البحث إذا وظىف الباحثون العرب نظرايت اإلعالم و االتصال عندما يتمكنون من ﲢق ال ال يق ا ستق لية". وإذا بقيت البحوث العربية ﰲ منزلة بني ال املنزلت فني، هي متل ى النظراي كت ت لعلوم ال ا م إلع واالتصال بشكل خ ق الى من خالل ﲡريبها وتعديلها وإثرائها وﲡديدها، وال اب هي درت إ َّل استنباط مرجعيات جديدة وأصيلة انبعة من رحم الواقع يب العر ، فإن هذا إ َّل الوضع يؤدي نتائج خطرية منها غلبة املقاربة الوصفية (وهو املستوى اﻷول من البحث)، وهيمنة اﻷسلوب ئي إلنشا ا اﳋطا يب واالنسياق وراء التعميمات واختزال البحث ﰲ اإلعالم ﰲ الدراسة الك مِّ ية الﱵ مل اكما رت تفض ال ت َّل املتواصلة إ معارف نظرية تؤسس لشرعية العلم. هللا إ َّل أ وخلصت الدكتورة مي العبد ن العائق اﻷساسي للمشاركة ﰲ اإلنتاج املعرﰲ اإلعالمي ﰲ املنطقة العربية هو غياب السياسات والرؤى البحثية، واملختربات والفرق البحثية الﱵ ﲢتضن اﻷعمال البحثية وتستثمر نتائج الدراسات الﱵ تذهب سدى وتبقى من غري فائدة عملية. واﳉهود البحثية موجودة ﰲ العا مل العريب، لكنها مل تثمر بسبب غياب سياسات البحث العلمي وضعفها. من هنا، يضيع مف هوم البحث العلمي لدى الباحثني أنفسهم، فريكزون على ا ملناهج الثقيلة واﻷفكار الشائعة والنظرايت املوروثة، ؛ مي املختلف واﳉديد دون ﳏاولة تقد فالبحث هو إما للرتقية أو واجب مفروض، أو وسيلة للتكوين اﻷكادميي للتخرج ملمارسة مهنة التعليم ﰲ اﳉامعة، وال فائدة منه أ كثر من ذلك ﰲ نظر الباحثني. أما اﳋروج بنظرايت علمية فهذا ليس من شأهنم، أو أكثر من ذلك، ما ال قدرة هلم عليه.
240
Made with FlippingBook Online newsletter