و هل مل لعل نظرة خاطفة ذه ا سلى مات وواقعه ا ﰲ املنطقة العربية، قد تعطينا اﳊقائق التالية : - انتشار التعليم و التعليم اإللكرتوﱐ ﰲ الدول الغربية، ﰲ ح ما ني زال ﰲ منطقتنا العربية يتأرجح بني كونه من الكماليات االتصالية إن ص ىح التعب ، و ري كونه ضرورة اتصالية حضارية، َّل عالوة على أن دخول هذه الوسائل إ املنطقة العربية فرضته عوامل خارجية بعي اد ا عن متطلبات تطور البﲎ االتصالية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية ﰲ اجملتمع يب عامة ؛ اﻷمر العر الذي يصبغ واقع اإلعالم اﳉديد ابلضبابية ملكانته ﰲ الن سيج االجتماعي العريب. - إذا كان اإلعالم اﳉديد لدى املواطن الغريب مصدارا أساسيا من مصادر معلوماته اليومية، فهو ليس كذلك ﰲ مل ا نطقة العربية؛ إذ إنه يشكل مصدارا رئيسيا ال للمعلومات لدى الكثري من مواطﲏ الدول العربية مقارنة ابلوسائل االتصالية التقليدية (القيل و القال، التجمعات ملناسبات .)... ﰲ الفضاءات العمومية، ا ال نقول هذا من ابب النقد أو ا نت ال قاص من هذه الطبيعة االتصالية، ﻷن لكل أمة طابعها االجتماعي والثقاﰲ و اﳊضاري ﳛُد د طبيعة تواصل أفرادها فيما بينهم، ما ﳚعل من الصعب االقتداء ابملسلى مات املنه جية الﱵ تطرحها املدارس الفكرية فيما ﳜص ا إلعالم اﳉديد من حيث مستعمليه و تصرفاهتم إزاء مضامينه. - التباين ﰲ اكتساب التكنولوجيا بني ﳐتلف الطبقات االجتماعية ﰲ البيئة العربية، بل و بني الدول العربية نفسها، فما عدا م ا يتعلق ببعض الطبقات امليسورة وبعض سكان امل دن الكربى، ف ال ميكن أن نعتمد على مسلى مة اقتناء الوسائل التكنولوجية اﳊديثة بكل يسر لدى أغلبية سكان املنطقة العربية. "إن مفهوم االستخدام ال يقتضي أوا إمكانية الوصول إ َّل تكنولوجيا مب ما، عﲎ أن تكون متو افرة زاي في ئيًّ ا (ماد )اي حﱴ نستطيع اﳊديث عن االستخدام مث ضرورة أن يتم تبﲏ هذه التكنولوجيا" 1 ؛ ما ﳚعل ﰲ اعتقادان نتائج الدراسات اﳋاصة ابإلعالم اﳉدي ملسل ى د وفق ا مات املنهجية السابقة نسبية جدا و ال تساعدان ﰲ اﳊكم على استعمال اإلعالم اﳉديد لدى كل أفراد املنطقة العربية. - مكانة وسائل االتصال اﳉديد، بوصفه ا وسائل تواصلية بني أفراد الوطن العر ن ما يب، الذي زالوا يعتمدون ﰲ تواصلهم اليومي على أشكال تعبريية شفهية ﰲ الكثري من مناطقه، و قد تكون الشفاهية هي الﱵ تصو غ الذات إن إلعالمية عند العرب حﱴ و االتصالية وا دخلوا تقنيا و مستهلكني منظومة اإلعالم عرب الوسيلة 2 . يشري التقرير التصاالت ، عام الصادر عن االﲢاد الدويل ل ،2015 إ أن َّل عدد أجهزة اهلاتف الثابت ﰲ الدول العربية وصل إ َّل 35 مليوانا ، وهذا العدد ضعيف إذا فإهن ا ﰲ بعض الدولة العربية، ا غري كافية مقارنة بعدد سكان الدول العربية ونطاقها اﳉغراﰲ. أما فيما ﳜص اقتناء الدول العربية أجهزة اﳊاسوب، والذي يُعد أداة أساسية الستخدام اإلنرتنت ، فهي متأخرة ﰲ هذا الشأن وذلك إما الرتفاع مثنه ابلنسبة . جملتمع العريب للفئات املتوسطة والفقرية، أو لتعقيد عمليات استخدامه ابلنسبة إ َّل بعض فئات ا وﰲ مؤشر إلعالم الرقمي ﰲ املنطقة العربية، دال ﰲ حديثنا على واقع ا فإن هذه اﻷخرية، تبقى غري متقدمة جدًّا ﰲ مس ألة تو ا فر أحدث التكنولوجيات عالية اﳉودة، أي فكل ما لدى الدول العربية من هذه التكنولوجيات، تيها من الدول املتقدمة، فهي ليست مصن ال مص دِّ رة ا. عة و هل انظر تفاصيل كل هذه اإلحصائيات ﰲ: عماد بن ﳛىي، "تقرير: مشهد تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت وشبكات التواصل ا الجتماعي ﰲ العامل العريب، عامل التقنية"، 22 ديسمرب/كانون اﻷول 2012 ، (اتريخ الدخول: 2 مارس/آذار ،)2022 https://bit.ly/35WQ1HM . 1 - قيدوم فلة، أثر استخدام اإلنرتنت لدى الشباب اﳉامعي على وسائل اإلعالم التقليدية، (أطروحة دكتوراه، جامعة اﳉزائر، كلية العلوم السياسية واإلعالم، قسم علوم اإلعالم واالتصال، 2009 )، ص .12 2 - زرن، "اإلعالم اﳉديد واإلعالم العريب: أي عالقة؟" ، مرجع سابق، ص .146 هلواتف النقالة ما قورن بعدده ﰲ الدول املتقدمة، وحﱴ ا الﱵ شهدت تطوار ا كبري ا
27
Made with FlippingBook Online newsletter