إن اإلرث العلمي العريب جدير أبن يشك ل القاعدة اﻷساسية النطالق التفكري ﰲ مقارابت أصيلة لدراسة اإلعالم اﳉديد و فهمه، سواء أكان هذا اإلرث ﰲ علم االجتماع (عبد الرمحن بن خلدون)، أم ﰲ علم النفس (ابن إسحاق الكندي و ابن الصائغ املعروف اب بن )،ابجة أو علم السياسة (عبد القادر بن عمر البغدادي، و املرتضى الزبيدي)، أو حﱴ ﰲ أنثروبولوجيا املنطقة العربية (أبو عثمان عمرو بن ﲝر اﳉاحظ، وأمحد بن مسكويه) و ريهم كثري جدًّ ا غ سواء من القدماء أم حملدثني، وسواء ا ﰲ هذه العلوم أم ﰲ العلوم الﱵ ميكن أن ننهل منها مبادئ نظرية و منهجية لدراسة اإلعالم اﳉديد. إن وعي الباحثني و اإلعالميني العرب، ابلوضع السابق قائم بدليل أن الكثري منهم يصر حون به ﰲ الكثري من مداخالهتم ، فهذا يوسف ﳏمد السماسريي يقول ﰲ هذا الشأن: " إن الب حث العلمي ﰲ حقل علوم اإلعالم االو تصا مل ل ﰲ البلدان العربية سيظل قاصارا، ما يتمكن من إنتاج نظرية خاصة به، و مل ﳛقق استقاللي ته عن النظرايت الغربية، و سيتطور هذا البحث إذا وظىف م و ايت اإلعال الباحثون العرب نظر االتصال عندما يتمكنون من ﲢقيق االستقاللية 1 . وإذا بقيت البحوث العربية ﰲ منزلة بني ال املنزلت فني، هي متل ى النظراي كت ت لعلوم اإلعالم واالتصال بشكل خ ق الى من خالل ﲡريبها وتعديلها وإثرائها وﲡديدها، وال اب هي درت إ َّل استنباط مرجعيات جديدة وأصيلة انبعة من واقع رحم الواقع يب العر ، فإن هذا إ َّل الوضع يؤدي نتائج خطرية منها غلبة املقاربة الوصفية (وهو املستوى اﻷول من البحث)، وهيمنة اﻷسلوب اإلنشائي اﳋطا يب واالنسياق وراء التعميمات واختزال البحث ﰲ اإلعالم ﰲ الدراسة الك مِّ ية الﱵ مل اكما رت تفض ال ت َّل املتواصلة إ معارف نظرية تؤسس لشرعية العلم.
فرجينيا، املعهد العاملي للفكر اإلسالمي، ،2008 (اتريخ الدخول: 11
، إلعالم املعاصر ﰲ ضوء املنظور اإلسالمي
ﳏمد يوسف السماسريي، فلسفات ا
1 -
ديسم / رب كانون اﻷول ،)2021 https://bit.ly/3rP9yAS .
32
Made with FlippingBook Online newsletter