Binder2

املعاصرة، وإ مكانية التنبؤ ابملشكالت الﱵ قد تنجم مستقبالا . ويتجه الباحثون اليوم ﰲ الدول الغربية، وخصو اصا ﰲ يب الذي يُستخدَم ﲝوث البيئة الرقمية، إ َّل اعتماد املنهج التجري الستخدامات و ا شباعا لدراسات اﳉمهور وا إل ت والسلوكيات والتأثري، وﲢتاج الدول العر بية إ َّل اعتماده أكثر وإدخاله ضمن مناهجها، ﻷ نه يساعد على التحقق من أمور ال تتوضح من خالل اﻷدوات اﻷخرى 1 . .4 التصال االﲡاهات اﳊديثة لبحوث اإلعالم وا مل ، ابلرغم من الصعوابت اشار إليها فإن الدور الذي تقوم به وسائل اإلعالم واالتصال داخل اجملتمعات ﰲ كل ال اجملا ت اﳊياتية منذ ظهورها حﱴ اآلن قد أدى إ َّل ميالد وعي متزايد مبشاكل وقضااي الرسائل الﱵ تبثها وسائل اإلعالم واالتصال. وقد ﲡلى هذا الوعي ﰲ اهتمام سلطات الدول بوسائل االتصال اﳉماهريي بفعل الدور الكبري الذي أىد ته، خاصة على مستوى تكوين الرأي العام وأي اضا ا لرتويج السلعي واﳋدمايت، خالل اﳋمسينات من القرن املاضي، ولذلك مت أتسيس العديد من املعاهد والكليات ومراكز التدريس والتدريب والبحث املتخصصة ﰲ اإلعالم واالتصال، إ َّل جانب اﳉهود البحثية الﱵ بذل ت على مستوى ﲣصصات علمية، مثل العلوم السياسية 2 . آلن، حﱴ ا جرى توجيه اﻷولوية املنهجية السائدة ﳓو تطوير مناذج السببية وتفسري الواقع االجتماعي. كما نالحظ اليوم إحياء للمناهج الﱵ تركز إما على الوصف الدقيق للحاالت، أو على إجراءات تصنيف البياانت من أجل تسليط الضوء عليها من خالل التفكري ﰲ اجملال االجتماعي وقراءة مؤشرا ت الواقع البشري الﱵ ميكن أن تتفاعل مع بعضها البعض. هذا التعدد والتنوع ﰲ اﻷساليب يؤدي إ َّل اعتماد املنهجيات اهلجينة والتوافقية، وﰲ نفس الوقت، ال نستطيع ﲡاهل حقيقة أن انتقاد اختيار اﻷساليب أمر ضروري ويرتبط ارتباطا ا وثياق ا بطبيعة اإلشكاليات واﻷسئلة البح ثية. فاملنهجية الصحيحة تسمح ببناء البياانت الﱵ تتوافق على أفضل وجه مع أسئلة البحث الﱵ نريد ال ميكن أن ﳛدث التف اإلجابة عليها. و كري ﰲ املنهجية ﰲ الفراغ؛ إذ هي مرتبطة ابلضرورة مبشكلة وسؤال ﲝثي. من هنا، فالتحدي املنهجي املعاصر مرتكز على القدرة على الصمو د، بعي ادا مبا فيه الكفاية عن الشركات الﱵ متتلك اﻷدوات والبنية التحتية واملنصات الرقمية من أجل اﳊفاظ على االستقالل إلنتاج علمي ﳎاﱐ متا اما، ﰲ مواجهة القيود الﱵ ميكن أن يفرضها اقتصاد السوق والرأمسالية املعلوماتية. لذلك، فمن الطبيعي أن تتحىو ل الطرق واﻷساليب الك مِّ ية البحثية بعمق لت مهية مزدوجة، فهي صبح للمنهجية أ تعﲏ أساليب البحث والتحليل، وﳎ موع القرارات والعمليات الﱵ ﳚري إجراؤها لتحديد وشرح ظاهرة، وﰲ نفس الوقت ت شري إ َّل املوقف الفكري للعلماء والباحثني، وإ َّل الطرق الﱵ تتش ىك ل هبا املعرفة ﰲ ﳐتلف ال تخصصات العلمية 3 .

1 - ري متاهة التواصل االجتماعي ﰲ الفضاء العام، (ب وت، دار النهضة العربية، )2020 ، ص .17 2 - فضيل دليو، مدخل إ َّل اإلعالم واالتصال: املفاهيم والنماذج واﻷنظمة، ط 1 (اﳉزائر، منشورات ألفا للو )، اثئق ،2018 ص .14-13 هللا مي العبد ،

3 - Stéphane Orivesi, Sciences de l'information et de la communication savoirs, discipline, (Grenoble: PUG, 2014), 18.

38

Made with FlippingBook Online newsletter