Binder2

ﳓن متفقون عل ى أن البحث العلمي هو عملية عقلية معىق ري والتنبؤ ، وهو دة تقوم على الوصف والتفس أي اضا التقصي املنظم للحقائق العلمية هبدف التأكد من صحتها أو تعديلها أو إضافة اﳉديد إليها، وذلك اب تباع أساليب ومناهج مل يتفق الباحثون علمية ﳏددة هتدف إلﳚاد حلول ملشاكل مطروحة. و على تقس إلعالم واالتصال يم واحد ﻷﲝاث ا ، العتماد كل ابحث على أسس خاصة به ﰲ القيام هبذا التقسيم. من هنا نسجل وجود العديد من التقسيمات، منها ما كان أساسها اجملال الذي تناولته هذه اﻷﲝاث، مثل: أﲝاث اجتماعية، أو أﲝاث طبيعية، أو أﲝاث إنسانية. ومنها ما كان أساسها الوسائل املستخدمة ﰲ إﳒازها، مثل: أﲝاث كم ية وأﲝاث نوعية. ومنها ما كان أساسها املنهج املطبق ﰲ إجرائها، َّل اترﳜية، وﲡريبية، وإحصائية، ومسحية ...إﱁ وابلتايل توزعت هذه اﻷﲝاث إ 1 . و يرتكز مفهومنا للبحث العلمي على أمهية اإلضافة العلمية، والوصول إ َّل نتائج ﳚري ﲢليلها وتفسريها وتوضيح أبعادها من خالل مقاربة نظرية ﳏددة تشك ل منذ البداية إطار البحث. وينطلق ﲢليل النتائج ومناقشتها من اإلطار الفلسفي الذي تفرضه اإلشكالية وأهداف البحث، وتكون املنهجية البحثية ﰲ خدمة اﻷهداف، ودائ ام ا ضمن اإلطار الفكري الف لسفي العام. وما نراه مهم ا اليوم ﰲ علوم اإلعالم واالتصال هو التفكري ﰲ النهج الذي يوجه الرؤية، ويفرض أدواته املنهجية وطرقه، وليس املطلوب نكران أو رفض أو ﲡاهل كل التيارات الغربية الفلسفية واملعرفية الﱵ أسست لعلوم اإلعالم واالتصال، ولكن البد لنا كباحثني ﰲ علوم اإلعالم واالتصال ﰲ العامل العريب من املشاركة ﰲ إنتاج املعرفة العلمية ﰲ ﳎالنا، انطالقا ا من خصوصيتنا الثقافية ودراساتنا امليدانية اﳋاصة، واﳋروج عن املوروث النظري الذي أطىر تفكريان 2 . خا متة إ ن العائق اﻷساسي للمشاركة ﰲ اإلنتاج املعرﰲ ﰲ امل نطقة العربية هو غياب السياسات والرؤى البحثية، واملختربات والفرق البحثية الﱵ ﲢتضن اﻷعمال البحثية وتستثمر نتائج الدراسات الﱵ تذهب سدى وتبقى من غري فائدة عملية. واﳉهود البحثية موجودة ﰲ عاملنا العريب، لكنها مل تثمر بسبب غياب سياسات البحث العلمي وضعفها. من هنا، يضيع مفهوم البحث العلمي لدى الباحثني أنفسهم، فريكزون على املناهج الثقيلة واﻷفكار الشائعة والنظرايت املوروثة، دون ﳏاولة تقدمي املختلف واﳉديد؛ فالبحث هو إما للرتقية أو واجب مفروض، أو وسيلة للتكوين اﻷكادميي للتخرج ملمارسة مهنة التعليم ﰲ اﳉامعة، وال فائدة منه أكثر من ذلك ﰲ نظر الباحثني. أما اﳋروج بنظرايت علمية فهذا ليس من شأهنم، أو أكثر من ذلك، ما ال قدرة هلم عليه.

هللا العبد ، علوم اإلعالم واالتصال، مرجع سابق، ص .46

1 -

2 - املرجع السابق، ص .48

44

Made with FlippingBook Online newsletter