Binder2

ري ويصف الباحثان، س ج برولكس ( Serge Proulx ) وجو ليان رويف ( Julien Rueff ،) االبتكار الذي مي ى ز املنجز املنهجي ﰲ البيئة الرقمية املعقدة ب "الرتميق املنهجي" 1 ، وال يعتربان هذا املفهوم استفزازاي مقارنة بصرامة العلم ودقته، أو تبخي اس ا لال سرتاتيجيات البحثية املعتمدة ﳊد اليوم. يدل الرتميق املنهجي على شي ئني ﰲ الوقت ذاته: عدم ﲡانس املنهجيات، وتك ييفها مع خصوصية ميدان البحث وأسئلته، ووسيلة ﳊصر موضوع البحث والقبض عليه ﰲ نقطة تقاطع الرؤى ا د ملتعد ة ومضاعفة زوااي ﲢليله 2 . فالرتميق ﰲ اعتقادان هو دفع البحث للتجريب عرب السري ﰲ طريق غري معبى د، ابلقدر الكاﰲ، ﰲ البيئة الرقمية. إذن ، على الرغم من مرور أك ثر من عقدين على البحوث اﻷو َّل الﱵ أ ﳒزت ﰲ الفضاء االفرتاضي 3 ، ما زالت مناهج البحث ﰲ السياق الرقمي توصف ابلرتميق، أي إ هنا موضع اجتهاد مستأنف، فلم ترسخ وتتجىذ ر بعد لتصبح مناهج توافقية ( Conventional ) . .1 ملنهجي اإلطار النظري وا يتطلب رسم خريطة ﻷبرز االﲡ رت اهات البحثية ﰲ السياق الرقمي اإلجابة عن اﻷسئلة التالية: كيف ﲡ ىسد "ال ميق املنهجي" ﰲ االسرتاتيجيات البحثية ﰲ علوم اإلعالم واالتصال ﰲ البيئة الرقمية؟ وما أوجه التشابه واالختالف بني االسرتاتيجيات املنهجية الﱵ تستند إ َّل العىُد ة الرقمية أو تستعني هب ا؟ وما التداعيات اإل بستمولوجية واﻷخالقية التصال؟ للمناهج البحثية "املعاصرة" على علوم اإلعالم وا نعتقد أن هذا "الرتميق" ال يُفهم إال ابلنظر إ َّل املناهج السابقة ومكتسباهتا، وما جر ت إضافته إليها، وما ﳜتلف َّل تنوع االجتهادات املنهجية. عنها، وإ لإلجابة عن هذ ه اﻷسئلة نستأنس ابلنظرية التفكيكية، الﱵ نعتقد أهنا ال تعرب عن اﲡاه فكري عدمي، بل تروم التفكيك وإعادة الرتكيب: تفكيك اﻷفكار والب ﲎ الفكرية والتجارب البحثية قصد بلوغ حقيقتها وإعادة تركيبها مه بتشغيل مفهومني أساسيني ﰲ التفكري الدريدي (نسبة إَّل جاك دريدا)، وا: ( إلرجاء ا Différance ) 1 - مل نعثر على عبارة ﰲ اللغة العربية تتطابق مع ( DO-it- yourself ) اإلﳒليزية و( Bricolage ) الفرنسية. لذا اضطرر ان إ َّل استعمال كلمة "ال رتميق"، رغم قناعتنا أبهنا ال تتطابق مع الكلمة اﻷجنبية؛ إذ يقال ﰲ اللغة العربية: " ابلغ فيه و ﳛُْسِّنْه"، رىَمق العمل أو رىَمق فيه أي مل لقد فكران ﰲ استعمال مصطلح " االستنهاج" كبديل ل " الرتميق املنهجي"، لكننا تراجعنا حني أدركنا أنه يعﲏ أن ما قام به الباح ث من "تدبري" منهجي ﲢىو ل إ َّل منهج. وهذا اﻷمر ال يتطابق مع ما ﳓن بصدد شرحه، ﻷن الرتميق مل يبلغ درجة املنهج الذي يُعتد به ويرسخ ﰲ املمارسة، ويصبح ضمن املناهج التوافقية. وﲡنبنا كلمة "الرتقيع" لعلمنا املسبق ابلتضمني السليب الذي التصق هبا ﰲ اللغة العربية والثقافة الشعبية. 2 - Louis-Claude Paquin, “ La question de la méthode de la méthodologie en recherche et en recherche- création, ” academia.edu, December 2020, “ accessed October 21, 2021 ”. https://bit.ly/3HJuuQM. 3 - ا ملثال َّل نظر على سبيل ا إ البحوث اﻷو َّل الﱵ أﳒزهتا الباحثة ينيلي ني بست مادل إل رت على غرف الدردشة ﰲ شبكة ا ن نت. Madeleine Pastinelli, “Ethnographie d’une délocalisation virtuelle: le rapport à l’espace des internautes dans les canaux de chat, ” Terminal: technologies de l’information, culture et soci étés, Vol. 79, (1999): 41-60.

72

Made with FlippingBook Online newsletter