من انفلة القول: إ ن هناك مجلة من العوامل واملتغريات الﱵ ش ىك لت اإلطار الذي برزت فيه مناهج البحوث اإلعالمية ﰲ الب يئة الرقمية وتطورت، نوردها كما يلي: .1 العُدَّة التقنية وتفكري التضاد 1 تتسم شبكة اإل نرتنت، الﱵ تعترب العنصر املؤس س للبيئة اإلعالمية، بقدرهتا على مجع التصورات واملمارسات الﱵ هن تبدو أ ا متناقضة أو تتسم ابلتضاد ( Oxymoron ) ، كالقول مث : إ الا ن هذه الشبكة خاص ة وعامة ﰲ آن واحد، ومنفتحة ومنغلقة، وﳏلية وكونية، وتتيح االتصال التزامﲏ وغري املتزامن أو املؤجل، وحرة ومقيدة، وﲡمع اﻷفراد إلنشاء مجاعات وتفكيك اﳉماعات، وتشجع الفرد على اإلقامة "وحياد ا وسط الناس"، وتعز ز نرجسية الفرد على اإل قامة " ﰲ ذاته وخارجها ﰲ الوقت ذاته" 2 ، مبعﲎ أن هذه املمارسات الﱵ تبدو متناقضة تشك مي ل معﲎ جدي ادا يز إل رت شبكة ا ن نت. لذا، فإن التفكري ﰲ هذه املمارسات اإلعالمية واالتصالية الﱵ ﲡري ﰲ هذه الشبكة وع ي ربها تطلب تطليق اﳋطاطة الذهني ة املوروثة من املاضي وتبﲏ اسرتاتيجية تروم الفهم وفق منطق تفكري التضاد. وهذا يشكل ﲢداي ا منهجيًّا للوقوف على تنوع املمارسات اإلعالمية الﱵ ﲡري ﰲ شبكة اإل نرتنت وعربها، واستخراج معانيها مع تعيش وسائل اإلعالم مساار ا مستأناف ا من التغيري منذ هناية القرن املاضي ومطلع اﻷلفية اﳊالية سواء على صعيد مجع و الكها". اﻷخبار، وﲢريرها وإنتاجها، وتوزيعها، و"استه اﻷمر ال يقتصر على الصحافة الﱵ وصفها الباحثون كريس أندرسون ( Chris Anderson مي ) و يل إ ي بيل ( Emily Bell ريكي ال ) وك ي ( ش Clay Shirky هنا أب) " متر من صناعة منسجمة، إ َّل حد ما، إ َّل طائفة من املمارسات املختلفة واملتنوعة (...) فالصناعة الصحفية ماتت بَ ي دَ أن الصحافة توجد ﰲ أماكن عديدة" 3 . لقد مشل هذا املسار من التحو لكل وسائل اإلعالم فأصبح من الصعب فصل قدميها عن جديدها اب ؛ إذ ذا ﰲ مفهوم "هجانة امليداي" الذي ال يتعلق بوسيلة إعالمية بعينها، بل يرتبط ابملنظومة اإلعالمية أبسرها الﱵ أضحت هجينة على حد قول الباحث ﰲ ﳎال التواصل السياسي، أندرو تشادويك منتجي احملتوايت ومستخدميها ﰲ آن واحد. .2 املنطق املتداخل يف ظل هجانة البيئة اإلعالمية
اإل الضادة، و رداف اﳋلفي، أو التناقض اللفظي، والتناقض
1 - ( الغيون ترجم الب Oxymoron - Oxymore ) ابلعديد من املرادفات، منها: التضاد، و الضديد، و
ال ني متناقضتني ﰲ الظاهر يتحدان ليشك معﲎ جدي اد ا. وقد استعملناه ﰲ البحث للتأكيد على التفكري املعقد ﰲ الع ىُدة
الظاهري، واالختالف االمتناعي، وبضم عبارت
. التصال التكنولوجية ﰲ ا 2 - العياشي ا لفرفار، " اجملتمع االفرتاضي والتصور الدوركاميي: قراءة ﰲ طبيعة التحوالت االجتماعية "، اﳊوار املتمدن، 16 يو نيو/حزيران 2019 ، (اتريخ الدخول : 15 أكتوبر/ تشرين اﻷول ،)2021 https://bit.ly/3qUJzZF . 3 - Chris Anderson et al., Post-Industrial Journalism: Adapting to the Present (New York: Tow Center for Digital Journalism, 2012), 76 .
75
Made with FlippingBook Online newsletter