Binder2

إلعالم يعود إ َّل توظيفها للخصائص لعل القول أبن املناهج اﳊاسوبية تقرتح مقاربة جديدة للعلوم االجتماعية وعلوم ا املذكورة أعاله، الﱵ تعترب متغريات ﲣتلف عن تلك املعتمدة ﰲ البحوث التقليدية، والﱵ تكتفي بذاهتا دون تقدمي أي شرح يسل ط الضوء على العالقات الرتابطية من أجل الكشف عن التوجهات العامة دون االهتمام ابﻷسباب 1 . الستيعاب هذه الفكرة بشكل جيد البد من اإلشارة إ َّل أن املناهج اﳊاسوبية تتعامل مع اآلاثر الرقمية أكثر من البياانت. وهل هناك فرق بينهما؟ ، ابلطبع ﳚيب دومنيك بويي 2 قائال ا ان هت : إن البيا ت تُن ىسق و يك ل بطريقة تنشئ للمعلومات عالقة ابﳋصائص االجتماعية واالقتصادية والدميغرافية والسياسية ﳉماعة ما، بينما ت عد اآلاثر الرقمية، ﰲ تقديران، قرائن ﳐلى فات التعامل مع العىُد ة الرقمية ﰲ حالتها اﳋام، لذا تغطي اآلاثر واق اع ا أكثر اتسا اع ا من البياانت. أتسي اس ميكن القول : إن ا على اﳋصائص املذكورة أعاله، هل من هذه املناهج تقدم وذ اج ا من البحث اﻷمربيقي الذي ال يتبع أية طريقة مألوفة ﰲ البحث ﰲ العلوم االجتماعية واإلنسانية؟ مبعﲎ أهنا ال تسعى إ َّل التفسري من خالل الكشف عن العالقة بني الظواهر واملتغريات، وال تعتمد على الفهم واستجالء املعاﱐ من أفعال الفاعلني وأتويلها نظارا ﻷن اﳋوارزميات أصبحت تشك ل منه اجا قائ اما بذاته يُغْﲏ عن كل منهج من املناهج املعروفة 3 . إن اإلشكال ال يتعلق ابﳋوارزميات ﰲ حد ذاهتا، بل يتعلق ابملنطق الذي يتح ىك م فيها، واآلاثر الﱵ تشتغل عليها، والﱵ ميكن تشبيهها ابآلراء ﰲ بعض اﳉوانب، فينسحب عليها ما قاله ري بي بورديو 4 عن الرأي العام. لقد نفى هذا اﻷخري وجود هذا الرأي كما تفص ح عنه استطالعات الرأي انطالقا ا من اقتناعه أبن اآلراء ال تتساوى، ك ذلك اﻷمر ل ابلنسبة إهنا ال ﻶاثر الرقمية ف تتساوى، لكن املناهج اﳊاسوبية تتعامل مع تفاعالت مستخدمي موقع ما على أهنا متكافئة؛ إذ تساوي ضمنيًّا بني كتابة تعليق على نص ما، أو منشور والنقر على أ يقونة: أحب. لذا، فإن السباق إ َّل تقدمي أكرب عدد من البياانت يصبح عدمي اﳉدوى دون تفكري مالئم فيما ﳒمع، و ملاذا نقيس 5 ، هذا من . انحية ومن انحية أخرى، ليس كل شيء يقبل القياس الكمي، بل إ ن هذا القياس قد يُفق د بعض اﻷشياء قيمتها، وأبرز مثال على ذلك هو "اإلميوجي"، فحمولتها الثقافية تؤدي الوظيفة ذاهتا الﱵ يقوم هبا االتصال غري اللفظي ﰲ اﳊياة اليومية. فال معﲎ إلح صاء هذا الضرب من االتصال، ﻷن قيمته ﰲ داللته وليس ﰲ كميته. 1 - Proulx, Rueff, Actualité des méthodes de recherche en sciences sociales sur les pratiques informationnelles, 61 . 2 - Boullier, “ Les sciences sociales, ”: 805-828. 3 - Bruhn Jensen, “ New Media, Old Methods, ” 52 . 4 - Pierre Bourdieu, “ L'opinion publique n'existe pas ” , Les temps modernes, no. 318, ( 1973 ): 1292-1309. 5 - Emmanuel Marty et al., “ A multifaceted study of online news diversity: issues and methods, ” in Ramón Salavería, Diversity of Journalisms, Proceedings of the ECREA Journalism Studies Section and 26th International Conference of Communication (CICOM) at University of Navarra, Pamplona, (4-5 July 2011), 228-242.

91

Made with FlippingBook Online newsletter