Binder2

إذن هناك أشياء ميكن قياسها، وهناك أشياء تستحق القياس، لكن ما ميكن قياسه ليس دائ اما ما يستحق القياس، وما يتم قياسه قد ال تكون له عالقة مبا نريد معرفته حقا" 1 . وإلﳚاد هذه الع ، القة ميارس ﳏل انت الكربى لو البيا االستسقاط ( Apophenia ) 2 ، وهو املفهوم الذي اتكأت عليه الباحثتان، : " ميكن القول ، لتلخيص هذه الفكرة، داان بويد ( Danah Boyd ) وكيت كرافورد ( Kate Crawford ،) ﰲ نقدمها للبياانت الضخمة 3 . وهذا يعﲏ أ ن املناهج اﳊاسوبية ال تنتج معارف بل تسهم ﰲ إنتاج ها فقط. إهنا تشك ل امتدا ادا متطوارا للع ىُد ة التقنية الﱵ كانت تعتمد عليها البحوث الكمية التقليدية مثل اآللة اﳊاسبة 4 . للتطور التكنولوجي تداعيات اقتصادية وتنظيمية على مستوى املؤسسات والعالقات بني اﻷشخاص، واﳋوارزميات تعيد إنتاج هذه العالقات واملمارسات ا ري إلعالمية والثقافية وفق منطق السوق. إهنا "علب سوداء"، على حد تعب الكثري من الباحثني، متنح مناهج البحث اﳊاسوبية ما تريد أن تعطيه، وﲣفي ما تريد أن ﲣفيه. والتسليم مبا تقدمه كمادة خام دون قراءة وأتويل قد يضل ل البحث العلمي، بل قد يوج هه وفق منطق الرب اديغم "التقﲏ- االقتصادي" الذي يرفع من القيمة التبادلية لعالقة املؤسسة اإلعالمية ﲜمهورها، وأبرز مثال على ذلك تقد مه خوارزميات موقع ال ال تكتفي بتلبية "نتفليكس" الﱵ طلب على اﻷفالم واملسلسالت، بل تسعى إ َّل توجيه هذا الطلب وفق ترتيب ﳐصوص بناء على شعبيتها 5 . وينتهي هذا التوجيه ﰲ آ خر املطاف إ َّل صقل الذوق الفﲏ ملستخدمي هذا املوقع. بصرف النظر عن قدرة الذكاء االصطناعي الذي تعتمد عليه املناهج اﳊاسوبية ﰲ مجع البياانت وﲢليلها ومنحها بُ ع اد ا مرئيًّا عرب اﳋرائط والغرافيك، ميكن إدراجها ﰲ خانة الدراسات الكمية الﱵ تقيس أو ،لا مث تف ك ر فيما قاسته، وترى أن مواضيع البحث توجد جاهزة وال تتطلب بناءها. وﲡدر اإلشارة إ َّل أن بناء موضوع البحث ال ي طرح ﰲ اﻷدبيات العلمية من ابب االستعارة، بل ميلك أبعا اد ملعرﰲ ا إجرائية ﰲ البحث، منها اإلحالة إ َّل التخصص ا ، أي إ َّل علوم اإلعالم ال وا تصال، أمل يقل: إ ن لكل ﲣصص علمي موضوعاته ولغته؟، والتشكيك ﰲ املظاهر الﱵ يكتسيها ، الجتماعية بصفة عامة موضوع البحث كما تربزها املمارسات املؤسساتية وا واإلفصاح عن املقاربة املنهجية الﱵ

1 - Jerry Muller, The tyranny of metrics (Princeton University Press, 2018), 3

ال أبنه نوع من اإلدراك التلقائي الذي يستخرج الد لة من

2 - مرض إدراكي يُعر فه الطبيب السويسري املختص ﰲ مرض اﻷعصاب ، بيرت بروغر ( Peter Brugger ،)

ظواهر ال عالقة بينها، أي منح معﲎ ﳐصوص لألحداث العادية واملألوفة من خالل إقامة عالقة بني اﻷشياء دون مربر. 3 - Danah Boyd, Crawford Kate, “ Six Provocations for Big Data: A Decade in Internet Time: Symposium on the Dynamics of the Internet and Society, ” papers.ssrn.com, September 21, 2011, “accessed November 10, 2021”. https://bit.ly/3r2iuDZ . 4 - Eglantine Schmitt, Explorer, visualiser, décider: un paradigme méthodologique pour la production de connaissances à partir des big data, (thèse de doctorat en é pistémologie, L’Université de technologie de Compiègne, Paris, 2018), 289. 5 - ا نظر على سبيل املثال: ، " ات درموند غربايل سيلفا مو علبة نتفليكس السوداء: تشكيل االستخدامات ابلواجهات واﳋوارزميات "، ﰲ ال مي ﱐ ميليت وآخرون، مناهج البحث ﰲ السياق الرقمي، مرجع سابق، ص .290 -275

92

Made with FlippingBook Online newsletter