الأنظمة الانتخابية في موريتانيا في ظل دستور 1991

التمهيد تتجلى أهمية أنظمة االنتخابات بالنســبة للنظام السياســي في كون النظام االنتخابي مثل الدورة الدموية في جســم النظام الدســتوري والسياســي؛ إذ إنه يضخ الدماء في أوردة وشرايين هذا الجسم كما يقال. وتحتل الحكامة االنتخابية والشــفافية والنزاهــة موقع الصدارة في أدبيات المنظمــات الدولية، واألهداف المتوخــاة من أجل مزيد مــن الديمقراطية وتحقيق العدالة والمســاواة وتكافؤ الفرص بين المواطنين؛ باعتبارهم ناخبين يشاركون في عملية اختيار وإدارة دفة الحكم. تتناول هذه الدراسة حالة موريتانيا من حيث طبيعة النظام االنتخابي القائم، وأنماط االقتراع، وتطور اإلصالحات التي مر بها، من منظور مدى نجاحها في الســير نحو االنتقال الديمقراطي، واســتيعاب كافة القوى الحية، وتحقيق أعلى مســتوى من المشــاركة السياســية في العمليات االنتخابية، ومدى نجاح تمثيل الفئات االجتماعية، وعلى رأسها المرأة والشباب والموريتانيون في الخارج، في المؤسســات المنتخبة، ومشــاركتها في صنع القرار وتأثيرها في النظام الحزبي، ومشاركة المعارضة ومقاطعتها. كما تتطرق إلى األبعاد المتعلقة باستخدام وسائل الدولة والمال السياســي، وباالنعكاســات على النســيج االجتماعي والمنظومة الحزبية، وكيفية تقسيم الدوائر االنتخابية، وتصميم ورقة التصويت، ومدى توفير تكافؤ الفرص بين الدوائر واللوائح المترشحة والمساواة في وزن صوت الناخب الموريتاني، وتشرذم الحياة السياسية. وتســتخدم الدراســة المنهجين الوصفي والتحليلي. وتســتفيد من مزايا المناهج القانونية والسياسية، وكل من المنهجين التاريخي والمسحي. كما تسعى إلى توظيف المنهجين الكيفي والكمي عبر دراسة المؤشرات والبيانات المتوفرة وإجــراء مقارنات الختبار كفــاءة النظام االنتخابي ومالءمتــه للبيئة االجتماعية والسياسية الموريتانية. وتع ُّد أنظمة االنتخاب اليوم حجر الزاوية في األنظمة الديمقراطية؛ إذ تتيح س ـ ُّد األنظمة االنتخابية من خالل � للمواطنين اختيار ممثليهم ومســاءلتهم. وتتج عمليــة التصويــت التي هي إحدى اآلليات المهمة في حقل المناقشــات العامة

11

Made with FlippingBook Online newsletter