الأنظمة الانتخابية في موريتانيا في ظل دستور 1991

الخاتمة في ختام هذه الدراسة ما هي النتائج التي يمكن الخروج بها بعد استعراض تطبيقها في انتخاب رئيس الجمهورية ونواب الجمعية الوطنية والمجالس المحلية؟ . تردد الحكومات في استخدام األنظمة االنتخابية لتحقيق التطور الديمقراطي 1 على الرغم من أن مؤشرات التطور الديمقراطي المتعلقة بتنظيم االنتخابات ودوريتها الشكلية مقبولة فإن التطور الديمقراطي الحقيقي ما زال طريقه طويال. انتخابا تعدديا، ولكن لم تؤد نتائج 30 فعلى مدى المجال الزمني للدراسة ُنُّظّم تلك االنتخابات إلى تغيير ملموس وفعلي أو تداول ســلمي فعلي على السلطة بمعنــى وصــول رئيس منتخب من المعارضة إلى ســدة الحكم مثال أو وصول أغلبية من المعارضة إلى قبة البرلمان. كما أدى ترخيص كثير من األحزاب السياسية وتفشي األمية بين صفوف الناخبين وحجم ورقة التصويت إلى ظاهرة كثرة األصوات الالغية وعدم قدرة جل الناخبين على مواكبة ذلك. وأدى االستقطاب بين األغلبية/ المواالة واألقلية/ المعارضة إلى نمو ثنائية وبروز ظاهرة الزعماء السياسيين المعارضين- الموالين، وقوة شوكتهم، وتجمع األحزاب وتشكيل تكتالت وأحالف بفعل تأثير نظام األغلبية المطلقة المطبق في االنتخابات الرئاسية وفي جزء من االنتخابات البرلمانية والمحلية بدون أن يسهم ذلك في مأسسة األحزاب. . الغرض من اختيار أنظمة االنتخابات األكثرية هو إضفاء الشرعية ومجابهة 2 ضعف المشاركة السياسية لوحــظ الحرص على تنظيم االنتخابات رغم تكلفتهــا الباهظة والمتزايدة باعتبارهــا ركنا مــن أركان النظام الديمقراطي إال أن االنتخابات ال تعني وجود الديمقراطية. فقد بذلت الحكومة جهودا كبيرة في تنظيم عدد كبير من االنتخابات وإدخال تعديالت أحيانا على أنماط االقتراع لتحسين التمثيل السياسي ولتحقيق مســتوى مرتفع من المشــاركة السياسية لعينة من األحزاب والناخبين لكن ذلك لم يحقق الغرض المنشود.

148

Made with FlippingBook Online newsletter