13 |
مقدمة ، حذّر الرئيس 1961 يناير/كانون الثاني 17 فــي خطاب مغادرة البيت الأبيض، فــي )، من التهديد الذي يُشكّله المجمع الصناعي 1961 - 1953 الأميركي، دوايت أيزنهاور ( العســكري على الديمقراطية الأميركية؛ حيث تُمارس من خلاله المؤسسة العسكرية ). هذا التحذير كان له أثر 1 نفوذًا وتأثيرًا كبيرين على الحياة الاقتصادية والسياســية( على الفكر السياســي الأميركــي، خاصة، والغربي، عامة، فــي البحث عن الآليات والأســس القانونية لمنع العســكرة، وتنظيم التفاعل بين الحكومة المدنية والمؤسسة العســكرية في حالة الســلم وفي وقت الحرب، وتوفير دعائــم الحكم الديمقراطي فيمــا يتعلق بالفصل بين الســلطات والرقابــة الديمقراطية للقوات المســلحة. لقد نجحــت الدول الغربية في إدارة هذه العملية بطريقة توافق طبيعة نظامها السياســي؛ إذ يُلاحَظ أن المظهر الأهم في العلاقات المدنية-العســكرية في النظام الديمقراطي هو خضوع القوات المسلحة أو المؤسسة العسكرية للسلطة السياسية المدنية، وهذا ما يُعزّز الممارسات الديمقراطية في أية دولة. كما أن عددًا من الدول التي شهدت تجارب ناجحة في الانتقال الديمقراطي، خاصة في أوروبا الشــرقية، وجدت موقعًا مناســبًا للدفاع والمؤسســة العسكرية في مجتمعاتها، وأضحت السيطرة المدنية على العسكريين من أهم مؤشرات تحوّلها نحو الديمقراطية. لكن على العكس من ذلك، ما زال عدد من الدول النامية يعاني من عدم اســتقرار أوضاعها الداخلية وعلاقاتها الخارجية بســبب العســكرة في مختلف مظاهرها السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تحوّلت إلى ظاهرة لصيقة بالأنظمة الاستبدادية. وحظيت العسكرة بجاذبية خاصة في حقل الدراسات الدفاعية؛ حيث استحوذت على جزء كبير من اهتمامات الباحثين في تناولهم للعلاقات المدنية-العســكرية، بل إنها ) Samuel Huntington كانت الباعث الأساسي وراء ظهور نظرية صمويل هنتنغتون ( في العلاقات المدنية-العســكرية التي تقوم أُسُسُها المعرفية على مبدأ سيادة السلطة المدنية على المؤسســة العســكرية. وكان الهدف منها هو وضع قواعد تُفسّر خطورة الاعتداء على الحكم المدني من طرف العسكريين، وعدم شرعية الانقلابات العسكرية. Moriss واستحوذت على اهتمامات علماء الاجتماع العسكري، مثل موريس جانويتز (
Made with FlippingBook Online newsletter