| 212
أزمة الديمقراطية، في الدول العربية بالشــرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى مشكلات بحثية، وظواهر سياســية واجتماعية وثقافية، ومن ثم تقديم قراءات نقدية للسياسات المرتبطة بها، وهو ما نلمسه في الدراسات المنجزة من قِبَل حسين سولومون المتعلقة . 19 بقضايــا الدولة والهوية والســيادة والجندر والطائفية والبيئــة وتداعيات كوفيد- والنزعة الثانية، وإن لم تبتعد عن الإطار التحليلي العام إلا أن إضافتها النوعية تتمثّل في اســتثمار أدوات الإحصاء والرياضيات والمسح البياني واعتماد مؤشرات تسمح برصــد دقيق لبعض تمظهرات أزمة الديمقراطية في المنطقة. وقد تصدّى أرنو توش لهذه المهمة من خلال دراســة عوامل عجز اقتصاديات المنطقة، واستقصاء تأثيرات وتفاعلات العولمة الاقتصادية والثقافية، وكذا الدراســة المتعلقة بالإسلام السياسي. وبناء على ذلك، تنقســم هذه الدراســة إلى جزأين: يستعرض أولهما بشكل مفصل أفكار الكتاب وبنيته التحليلية، ويُعد الجزء الثاني بمنزلة قراءة نقدية لأطروحاته، ولا يعني ذلك نقضها بشكل كلي بالقدر الذي يعني مناقشتها وتقديم ملاحظات تقييمية بشأنها. . أهمية الد ارسة وأبعاد المقاربة 1 اســتطاع الكتاب أن يلامس عددًا من الإشــكاليات والتحديات التي تواجهها الدول العربية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ونعتقد أن ثمة أهمية بالغة في جعل هذا المجال محورًا للبحث والتحليل ودراســات ميدانية واســتطلاعات للرأي تهم مختلف القضايا السياســية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والأمنية. إن خصوصية منطقة الشــرق الأوسط وشمال إفريقيا لطالما شــكّلت لدى الباحثين حقً أكاديميّا ومعرفيّا جاذبًــا ومغريًا، ومردّ ذلك لمميزات المنطقة وتاريخها المحمّل بالتحولات والتطورات التي أثّرت في ميزان السياســة والاقتصاد والاســتراتيجية العالمية، سواء بتوجيه حسابات القوى الدولية أو الإقليمية، أو بتحولها إلى حقل ومجال تمر عبره وتصاغ من خلاله هندســة العلاقات الدولية، وتختبر فيه تدفقات الاقتصاد والتجارة العالميين، وتتقاطع فيه مشاريع فكرية متنوعة ومناهج تفكير متباينة. وكما هو الشــأن بالنســبة لكل دول العالم، وكل التكتــ ت والمجالات الإقليمية، أحدثت جائحة كورونا هزة غير مســبوقة في الدول العربية بمنطقة الشــرق الأوسط وشــمال إفريقيا، خاصة أن هذه الدول ظلت باســتمرار تعاني من اختلالات هيكلية،
Made with FlippingBook Online newsletter