العدد 13 – فبراير/شباط 2022

| 216

التنظيمات قدرات عسكرية مهمة، وبعضها أقام أنظمة أمنية وهياكل قضائية وسياسية واقتصادية. أما ولاؤها السياســي والأيديولوجي فهو مرتبط بمنظومة فوق-وطنية من المصالح المعقدة والمتشابكة. ويتمثّــل التحدي الثاني في العامل الديمغرافي؛ إذ تتشــكّل البنية الديمغرافية للدول ســنة. ولا تسمح 24 و 15 العربية بالمنطقة من الشــباب الذين تتراوح أعمارهم بين بنيات الفســاد المستشــري في هياكل الدولة، والحوكمة الســيئة، بتحقيق اندماجها الاقتصادي والاجتماعي والسياســي، ويظل اللجوء للفضــاءات البديلة المنفلتة من الحــدود والمراقبة والضبط والتحكّم خيارًا رئيســيّا لهذه الفئة. ويشــكّل هذا الأمر عامً محفزًا ومساعدًا لاندلاع موجات جديدة من الاحتجاج كما حدث في الجزائر ولبنان والعراق والسودان. أما التحدي الثالث، فهو العلاقة بين القواعد التي كرّســها اقتصاد الريع وضرورات التحديث والتطوير التي فرضتها التقنيات الحديثة والطاقات البديلة. فعلى الرغم من خطط التنويع الاقتصادي، فإن الدول المصدّرة للنفط -في منطقة الشــرق الأوســط وشمال إفريقيا- تبدو مكبلة بمنظومة من القصور الهيكلية التي يعاني منها الاقتصاد. ، التي تهدف 2030 ففي المملكة العربية السعودية -على سبيل المثال- تصطدم رؤية إلــى خفض الدعم العمومي وتقليــل الاعتماد على الهيدروكربورات وتطوير القطاع الخاص، برفض من قِبَل التيارات المحافظة في الدولة. ويســلّط الفصــل الثالث، الذي أعدّه أرنو تــوش، الضوء على الأداء التنموي للدول ، معتمدًا في ذلك 2019 إلى 1960 العربية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من على تحليل عدد من المؤشــرات، مثل: الديمقراطية، والنمو الاقتصادي، والمساواة، والتنمية البشــرية، والبحث العلمي، والبيئة، والتماســك الاجتماعي، وغيرها. وكان هدفه من هذا الاســتعراض الكمي الوصول لخلاصات توليفية حول التنمية الشاملة . غير أن هذا التركيز على دول المنطقة 19 في المنطقة قبيل تفشــي فيروس كوفيد- لم يمنع الكاتب من وضع تحولاتها ضمن السياق الدولي الشامل الذي يتسم بحالة من التراجع التنموي والركود الاقتصادي. فكل الدول الموجهة والمؤثرة في الاقتصاد العالمــي باتت تتجه نحو ركود اقتصادي غير مســبوق. لقــد كان الرهان قويّا على الشراكة الأورومتوسطية ومنطقة اليورو كي توفر دعامة مستقبلية لجزء كبير من منطقة الشــرق الأوســط وشــمال إفريقيا، يمتد من المغرب إلى لبنان، وجعل الديمقراطية

Made with FlippingBook Online newsletter