| 218
بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في منطقة الشــرق الأوســط وشمال إفريقيا؛ حيــث ظلّت هذه النزعــة مهمَلة إلى حدّ كبير في أدبيــات تفكيك وتحليل العولمة وعلاقتها -على سبيل المثال- بالقيم التحررية، مثل المساواة وحرية التعبير والاختيار والاستقلالية، ناهيك عن التفاعلات بينها -أي العولمة- وبين الدين والتقاليد والإثنية وغيرها. ظاهرة العولمــة من أربع زوايا: ماليــة، واقتصادية، وثقافية، " كوف " يعالــج مؤشــر واجتماعية. ويميز بين الخصائص القانونية للعولمة، وخصائصها الواقعية، وهو بذلك )، ويخلص توش بتحليل واستقراء 1 يوفر معطيات حول خمســة وعشــرين مؤشــرًا( تطورها إلى أن ظاهرة العولمة عرفت صعودًا وبروزًا في الدول العربية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ سبعينات القرن الماضي، غير أن وتيرتها تراجعت خلال العقديــن الأخيرين. كما تخلفت الجوانب الثقافية للعولمة عن الجوانب الاقتصادية والمالية. وتحتل دول المنطقة المراتب الأخيرة عالميّا في مستوى العولمة الاجتماعية، خاصة فيما يتعلق بحرية الصحافة والمساواة بين الجنسين والحريات المدنية وحرية الوصول للمعلومة. وبشــكل عام، تخلُص نتائج المســح الإحصائي الذي قام به الكاتب في هذا الفصل إلــى أن النظام الأبوي يمارس تأثيرًا ســلبيّا في تطــور العولمة الاجتماعية التي تعبّر عــن قدرة وقابليــة الأفكار والقيم على التنقل والانتشــار عبر الإعــ م والإنترنت والســفر والهجرة وغيرها من أشــكال التواصل، كما تؤثر في عنصر الثقة في هذه المجتمعــات علــى الرغم مما يبدو من مظاهر العصرنــة والتحديث. وهذه المفارقة لا تتوافق -بحسب رأي الكاتب- ورغبة صنّاع القرار في المنطقة في الاستفادة من مزايا العولمة الاقتصادية. ويبحــث ســولومون من خلال الفصل الخامــس النظام الأبوي في الــدول العربية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مستهً دراسته بسؤال حول أسباب ومبررات )، أو كراهية النساء، في الدول العربية بالمنطقة. Misogyny الممارسات الميسوجينية ( ) للنظام الأبوي باعتباره نظامًا Max Weber ويتبنّى ســولومون تعريف ماكس فيبــر ( تقتضي ثقافته وقوانينه جعل السلطة وممارستها في يد الرجال الذين يوظفون مواقعهم ومناصبهم لإقامة قواعد المجتمع. اســتنادًا لهذا التعريف، يشخّص الكاتب الوضعية " السطوة الذكورية " الراهنة للمرأة في المنطقة ومختلف مظاهر التمييز التي تبرز فيها
Made with FlippingBook Online newsletter