العدد 13 – فبراير/شباط 2022

219 |

في التعاطي مع حقوق المرأة وقضاياها من قبيل حضورها الضعيف في سوق الشغل وفي التعليم، وانخراطها المحدود في القوة العاملة، وفي مناصب الحكم والتســيير " الاضطهاد الجنسي " والقرار والمشاركة السياسية. وتسهب الدراسة في توصيف حالة الذي تتعرض له المرأة في المنطقة عبر مختلف الأشكال والمظاهر، والذي يُوظّف أداةً للإقصاء السياســي والاجتماعي والاقتصادي في سوريا ومصر والسودان ولبنان واليمن والمغرب والجزائر. ويلجأ كاتب هذا الفصل إلى مقاربة تفسيرية ترتكز على تفكيــك علاقة الإســ م بقضايا الجندر، ويجد تأصيــً فكريّا قائمًا على التمييز بين مدرســتين: الأولى: تدعــم التأويل الثقافي الذي يعتبر النظــام الأبوي صفة ملازمة ومُتَأَصّلَة في الهوية الإسلامية التي تشكّل عائقًا أمام التقدم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمرأة. ويجادل أصحاب هذا الرأي في أن استمرار التمييز المنهجي ضد المرأة له جذور وأصول في الشروط والظروف الهيكلية الموجودة في المنطقة التي ترفض ريادة وقيادة المرأة. وترفض المدرســة الثانية هذا المنظور الثقافي من منطلق أن النظام الأبوي كان موجودًا قبل ظهور الإســ م، وأن الأديان الأخرى ليست أقل منه، وأن تفســير اســتمرار التمييز ضد المرأة في المنطقة العربية يجب أن " أبوية " . " الأبوية " يُستقصى عنه في النظام السياسي والسوسيو اقتصادي الذي تُمارَس فيه ، " الأبوية " ويؤكد صاحب الدراسة أن الدول العربية في المنطقة دشّنت مرحلة ما بعد الذكورية أو " أســطورة الحماية " ويثبت ذلك من خلال الرفض الذي باتت تواجهه الأبوية للمرأة، بل وانتقال الفعل النســوي إلى حركة جندرية مســاهِمة بشكل مباشر وميداني في مطالب الإصلاح الديمقراطي والنضال السياسي بشكل عام. ففي السودان والجزائر وتركيا وتونس والمغرب وغيرها، اســتفادت الحركة النســائية الليبرالية من التحولات التكتونية التي أحدثتها العولمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية من أجل تقليل تأثير قيم النظام الأبوي في مجتمعات المنطقة. وضمــن نفس الامتداد الفكري والموضوعي للفصل الخامس، يعالج الكاتب نفســه قضيــة الطائفيــة في المنطقة موضوع الكتاب، من منطلق ارتباطها الوثيق بسياســات الهويــة. وتنتعــش هذه الأخيرة في المنطقة كونها ترتكز علــى مفاهيم وقيم مركزية في التعريف السياســي والثقافــي والأيديولوجي لهذا المجال الجغرافي ولســكانه؛ حيــث تحيل إلى الانتماء الإثني، والعقيدة الدينية، والخصوصية الثقافية، والاختلاف المذهبــي. وتنتج هذه التمايزات الهوياتية اختلافات واضحة في الرؤى والتصورات

Made with FlippingBook Online newsletter