| 220
والتطلعــات والاصطفافــات لــدى مختلف الجماعــات والإثنيات. وأمام هشاشــة ، وهي فئة توظّف هذه " أصحاب المشــاريع الطائفيــة " بناء الدولة يبرز ما يســمى بـ الاختلافــات المذهبيــة والإثنية والدينيــة لخدمة أجندات سياســية. وتلجأ الأنظمة السياسية في المنطقة لسياسات الهوية للحفاظ على امتياز احتكارها للسلطة، وإنشاء شبكات منفعية مشتركة مع أصحاب المشاريع الطائفية، وممارسة الإقصاء الاجتماعي والسياســي والاقتصادي ضد مخالفيها ومعارضيها. ويشير الكاتب على سبيل المثال إلــى بعــض العائلات السياســية في منطقة الخليج التي تبني شــرعيتها على العامل القبلي، وتعززها بالتحالف مع النخب الاقتصادية والدينية. وتتجاوز تأثيرات وتمظهرات سياســات الهوية النطاق الوطني لتتحول إلى تجاذبات ذات امتــدادات إقليميــة ودولية، وإلى جزء من معادلات النفوذ والنزاع. وفي الحالة الكردية، تُبْرِز الدراســة تحولات وتطورات القضية في ســياق توظيفها جيوسياســيّا وجيوستراتيجيّا من قِبَل قوى دولية وإقليمية، دون أن يفضي ذلك إلى تحقيق المطلب الرئيسي للأكراد بإقامة دولة مستقلة بخصوصياتها الإثنية والعرقية. وفي سوريا ذات التنوع الإثني والمذهبي (سُنّة، شيعة، أكراد، تركمان، دروز، مسيحيون، أيزيديون) لا عن التناقضات الداخلية التي 2011 يمكــن فصــل الحرب الأهلية الدائرة رحاها منذ حفزها النظام ذي المرجعية العلوية والمدعوم من روسيا وإيران وحزب الله. أما الفصل الســابع من الكتاب، الذي أعدّه توش وســولومون، فهو دراســة حول الإســ م السياسي في الدول العربية بالمنطقة تجمع بين القراءة الأكاديمية والتحليل البارومتر " الإحصائي، ويرتكز بشــكل أساســي على استطلاعات الرأي الصادرة عن . وتُقدّم الدراســة في مســتهلها نظرة عامة حول ظاهرة الإسلام السياسي "5 العربي والأصول الفكرية والأيديولوجية لتطورها، وكذا المفاهيم والقيم المُؤَسّسَة لها. وفي هذا الإطار، يعتبر المُؤَلّفان أن الإســ م السياســي ظل يمثّل قوة رئيســية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال القرن العشرين، وهو تيار فكري يقوم على جملة من المســلّمات المستمدة من الدين والرامية لتأســيس نظام حكم قائم على عدم قابلية الفصــل بيــن الدين والدولة، ورفض الديمقراطية، وحصــر دور الحكومة في تطبيق الإرادة الإلهية، وهو ما لا تختلف بشأنه كل التنظيمات والجماعات الإسلامية، سُنّيّة كانت أو شيعية، جهادية أو سياسية أو حركية، غير أن صعود حركات الإسلام الذي جاء بديً لفشــل المشاريع القومية والعلمانية في العالم العربي بات يعرف انحسارًا وتراجعًا خلال العقدين الأخيرين.
Made with FlippingBook Online newsletter