221 |
-بحسب تعبيرهما- " انهيار كارثي " ويشــير الكاتبان إلى أربعة عوامل أســهمت في للثقة في الإسلام السياسي. أولها: كون الخيارات السياسية لبعض من هذه الحركات والأحزاب لم تتوافق وطبيعة الانتظارات والتطلعات الديمقراطية للمواطنين. ويشار في هذا السياق لنظام عمر البشير في السودان الذي حظي بدعم حزب المؤتمر الشعبي، ونظام عبد العزيز بوتفليقة الذي دعمته حركة مجتمع السلم. ثانيها: اختلالات التدبير والتسيير وتهم الفساد التي لحقت أحزابًا وتنظيمات ذات مرجعية إسلامية تولّت زمام الحكــم في عــدد من البلدان. ثالثها: عدم قدرة هــذه التنظيمات على تقديم حلول للمعضــ ت والتحديــات الاقتصادية التــي تواجهها المنطقــة، والاكتفاء بالاحتماء بخطاب ديني تبريري. رابعها: الخلافات والانشقاقات بين الأجيال المؤسّسة والأجيال الجديدة داخل هذه التنظيمات (حركة الإخوان المسلمين في مصر والأردن). وتعتمد الدراسة في سبيل إثبات فرضياتها حول الإسلام السياسي في الدول العربية البارومتر العربي " بالمنطقة على منهج تجريبي إحصائي يستقرئ نتائج وبيانات استطلاع ،) 2 ، بالإضافة إلى مؤشــرين تعتمدهما الدراســة: الأول حول الإسلام السياسي( "5 الإحصائية التجريبية، " التوليفة " ). وبناء على هذه 3 ( " مواجهة الإسلامية " والثاني حول يُقدّم البحث خلاصات أساســية منضبطة للمنطلق الفكري الذي تأســس عليه، وهو نقــض العلاقــة بين الدين والدولة وبين الدين والسياســة؛ إذ يعتبــر أن الرأي العام العربــي، الذي يبحــث عن روحانياتــه الدينية المفروض انتماؤهــا لمجال خاص، تزعجه قواعد ومسلكيات الإسلام السياسي المنتصرة لتدخل زعماء الدين ورجاله في الانتخابات، والداعمة لنفوذهم في مراكز القرار وفي المهام اليومية للتدبير والتسيير. ولم تنجح حركات الإســ م السياســي في تجاربها -بحسب المُؤَلّفين- لأن ثقافتها السياسية ومنهجها الفكري حبيس قوالب جامدة لا تؤمن بفصل السلط وحقوق المرأة والمرجعية الدستورية وقواعد القانون والعدالة الاجتماعية. ويمثّل التحدي البيئي الذي تواجهه الدول العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا محور الفصل الثامن من الكتاب. ويجزم ســولومون بأن دول المنطقة تواجه معضلات بيئية حقيقية، مثل التصحر وقلة التســاقطات المطرية وتردي جودة المياه وارتفاع درجة الحرارة وغيرها من المظاهر التي تزداد تعقيدًا بسبب التحضر السريع، والتركيبة الديمغرافية والسكانية الشابة، وتدني مستوى التعليم، والتي قد تُحوّل الكثير . وإلى جانب 2050 من المجالات إلى مناطق غير قابلة للسكن والعيش بحلول عام
Made with FlippingBook Online newsletter