225 |
.) 8 التي حققها تنظيم الدولة في العراق وسوريا( وأول ما يلفت الانتباه، في إطار الزاوية الثانية عند تناول قضية الإسلام السياسي في دول المنطقة، هي المؤشرات والمتغيرات التي يعتمدها الكتاب لتحليل الظاهرة، وهي بارامترًا مرتبطًا 17 خمسة متغيرات مرتبطة أساسًا بالإسلام السياسي جرى إدماجها مع بالإسلامية، وتتوخى كلها استقصاء الرأي العام العربي حول قضايا الحجاب والصلاة، والفوائد البنكية، والعقوبات في الإســ م، والعلاقة مع غير المســلمين، والعلاقات الاقتصاديــة مع تركيا وإيران وقطر، والعلاقة مع الغرب والتســامح الديني، وغيرها. إن فحص هذه المؤشــرات التي وظّفها الكتاب لفهم ظاهرة الإســ م السياســي، لا يبدو أنها ما زالت تشكّل انشغاً رئيسيّا واهتمامًا فكريّا في الوقت الراهن للحركات والأحزاب ذات المرجعية الإســ مية، بل إن بعضها -مثل قضية الحجاب والفوائد البنكية والعلاقات الاجتماعية مع غير المسلمين في بلاد الإسلام...- تنتمي إلى دائرة سجالية واختزالية لم يكن هدفها يومًا ما فهم الظاهرة وتحليلها، ولكنها عمدت إلى التشــويش على التجربة ونقضها ورفضها. وهذا المستوى من الرصد للظاهرة ينحاز أسلمة " ، و " ما بعد الإسلام السياسي " ، و " فشــل الإسلام السياســي " إلى أطروحات ، أكثر من كونه اقترابًا منهجيّا وتجريبيّا لتفكيك الظاهرة كما توحي بذلك " الراديكالية المقاربة الإحصائية والمسحية التي لجأ إليه الكاتبان. ونلاحــظ أن الكتــاب تجاهل المجهــودات الفكرية المهمة التــي بذلتها الحركات الإســ مية في تكييف التفســيرات التقليدية للشريعة الإسلامية مع السياسة والتشريع والاقتصاد، كما أكد العديد من المجتهدين الإســ ميين توافق الفقه الإســ مي مع مبادئ الديمقراطية حســبما يفهمها الغرب، وطرحت جماعات إسلامية، مثل جماعة الإخــوان المســلمين في مصر، مبادرات اقتصادية مســتلهمة من تجــارب البرازيل ). وشــملت هذه المجهودات الفصــل بين الدعوي 9 وإندونيســيا وجنــوب إفريقيا( والسياسي والتأصيل للمشاركة السياسية، وحسمت أغلب حركات الإسلام السياسي العلاقــة مع الديمقراطيــة والانتخابات والتعددية والتحالفــات، والعلاقة مع الغرب والولايــات المتحدة الأميركية، بل إن بعضها (حركة الإخوان المســلمين في مصر، وحركة النهضة في تونس) مارس معارضة قوية ضد السلطوية ونظام الحزب الواحد، وبعضها الآخر (حزب العدالة والتنمية المغربي) أضحى رقمًا مهمّا في معادلة التوازن . 2011 السياسي الداخلي بعد العام
Made with FlippingBook Online newsletter