العدد 13 – فبراير/شباط 2022

47 |

العادة أثناء شيوع الفوضى وظاهرة عدم الاستقرار السياسي وضعف القانون والفساد، وهي ظواهر طبيعية رافقت عملية بناء الدول والعملية السياسية في العراق بعد عملية التغيير السياسي. ا: دوافع تشكيل الجماعات اللادولتية ً ثاني هنــاك مجموعــة من العوامل التي تُفسّــر ظاهرة تشــكيل الجماعات المســلحة أو الميليشيات، ودوافع تكوينها، منها: - الدافع السياســي: ويــرى أصحاب هذا الاتجاه أن القصــور في أداء الحكومات أو الأنظمة السياســية وإســاءة تعاملها مع المعارضين لها أو حتى مع مواطنيها، أو إساءتها في استخدام السلطة، هو الدافع الأساس لتشكيل الميليشيات التي تلجأ إلى تأسيس قوى معارضة للنظام السياسي القائم في أية دولة. كما قد تنشأ بدافع الكراهية )؛ إذ إن ظاهرة الميليشيات تتشكّل 14 للحكومة والرغبة الملحّة في الانتقام والثأر منها( إما كمقاومة أو قوى معارضة للنظام السياسي القائم، كما هي الحال مع الميليشيات الكردية والشــيعية التي تشكّلت ضد النظام العراقي السابق، وكذلك ميليشيات نمور .) 15 التاميل* وميليشيات الجيش الإيرلندي الجمهوري (الشين فين)... وغيرها( ومن ثم، فإن سوء أداء الحكومات، أو الأنظمة السياسية وسوء تعاملها مع المعارضين لها، هو دافع أساســي لتشــكيل تلك الميليشيات، حتى يصبح كره الحكومة والرغبة في الانتقام منها هو العامل الأساسي وراء تشكيل تلك الميليشيات، وربما قد يستمر ذلك النهج حتى ما بعد إســقاط النظام الاســتبدادي والاستيلاء على السلطة. وهذا ، فأغلب الجماعات والتنظيمات المســلحة، 2003 مــا حصــل في العراق بعد عــام التي تشــكّلت لمقاتلة النظام السياســي العراقي الســابق، قد استمرت بذات النهج، مع الأخذ بنظر الاعتبار التغيرات التي طرأت على عملها السياســي بشــكل رســمي بعد اســتيلائها على الســلطة السياسية بعد الإطاحة بالنظام السياسي العراقي السابق. كقوات مقاومة " أيديولوجية " وقد تتشــكّل الميليشــيات أيضًا بدوافع سياســية-دينية ضد الاحتلال الأجنبي، نتيجة لضعف السلطة السياسية وقوة إنفاذ القانون، ومن ثم تكتسب الخبرة، والأخيرة عادة ما تكون عابرة لحدود الدولة الحديثة، وتربطها عقيدة سياسية-أيديولوجية متقاربة، تضع لنفسها أهدافًا سياسية بشعارات ثيوقراطية، تستمدها ، كما يحصل اليوم في عدة دول عربية " التقليدية " مــن خلفيتها أو مرجعيتهــا الدينية

Made with FlippingBook Online newsletter