العدد 13 – فبراير/شباط 2022

55 |

وجودها اللادولتي ويهدد ســيطرتها على منظومــة الدولة العراقية، حتى وإن تطلب الأمر المواجهة المسلحة وقتل المحتجين كما حصل في حراك أكتوبر/تشرين الأول . وهي ذات النظرية التي تعتمدها بعض الأنظمة السياسية الإقليمية في التعامل 2019 مع حركات الاحتجاج، وتقوم على ســردية المؤامرة في التعامل مع الحراك الشعبي وشيطنته. - أدلجة المفاهيم وشرعنة الوجود يعتمد وجود الجماعات اللادولتية عادة على التوظيف الثيوقراطي وأدلجة المفاهيم، التــي تتنافى مع مفهوم ومقومات وجود الدولــة، وتتفق مع مصالحها الأيديولوجية ويحافظ " الطائفي على أقل تقدير " ومقومات وجودها، بما يعزز من شرعية وجودها على مكاسبها السياسية وحواضنها الشعبية، وبما يحقق هدفها الأساس. لذلك غالبًا ما تلجأ تلك الجماعات إلى أدلجة المفاهيم والمصطلحات من أجل استمالة شعور الناس وكســب تعاطفهم، وترهن وجودها تحت مســميات قد تبدو مشــروعة بنظر البعــض، بغــضّ النظر عن المخاطر التي تشــكّلها تجاه التنميــة وبناء الدولة. وهي مفاهيم لها وظيفتها (التســويقية والتوظيفية)، التي تدخل في إطار تســويق المشاريع وشرعنة الوجود، بمفاهيم قد يبدو بعضها مقدسًا والبعض الآخر مشروعًا. فعلى سبيل المثــال، كثيرًا ما تســتخدم تلك الجماعات المفاهيــم التي يُروّج لها النظام الإيراني القائم على فكرة تصدير الثورة، مثل: المقاومة الإسلامية، والصراع مع إسرائيل وقوى الاســتكبار العالمي والشــيطان الأكبر، وإدخالها بسياقات تاريخية وعقائدية، وربطها ) المنتظر وحكومته العالمية، حتى وإن تعارضت مع وجود 27 بعقيدة الإمام المهدي( الدولة ومصالح شعبها ومقومات التنمية الاقتصادية. هذه الأدلجة من شأنها أن تُغلق طبيعة النقاش المســتقبلي حول شرعية وجودها وشــرعنة سلوكها وسلطتها المنافية لمشروع بناء الدولة ومقومات التنمية في العراق. ا: الآليات الاقتصادية ً ثاني تتنافس الميليشيات أو الجماعات اللادولتية من أجل السيطرة على الأرض والثروات، واســتقطاع أكبر جزء ممكن من إقليم الدولة، والســيطرة على الموارد والتركيز على الوجود في المناطق الغنية بالثروات والموارد، والتحرك أيضًا للسيطرة على الموانئ

Made with FlippingBook Online newsletter