العدد 13 – فبراير/شباط 2022

| 68

لعلها تســعى إلى اســتخدام الدولة والمنافع التي ترافق السيادة والاعتراف الدولي، ولا مفــرّ من أن ترســم تلك الجهــات الفاعلة معالم الدولة وفقًا لقيمها السياســية .) 60 ( " والأيديولوجية، فتؤسس بالتالي لنظام سياسي جديد بالمجمــل، يمكن أيضًا الاســتفادة من النماذج والتجــارب أو المقاربات الأوروبية والدولية الناعمة في احتواء الجماعات الإرهابية والمتطرفة، والمقاتلين العائدين من مناطق الصراع الطائفي أو المذهبي في منطقة الشرق الأوسط، وبعض المناطق التي شــهدت صراعات أيديولوجية، فضً عن الجماعات المســلحة، ولاسيما أن الحوار مــع هذه الجماعات، يختلف كثيرًا عن الحوار مع الجماعات الســلفية الجهادية أو الإرهابية. ففي سياق مواجهة الإرهاب والتطرف العنيف، اعتمدت بعض الحكومات الأوروبية نماذج مبتكرة غير تقليدية بعيدة المدى، تقوم على إعادة التوجيه والدمج، اســتنادًا إلى سياســات ليبرالية في التعامل مع المقاتلين، على أساس مبدأ المواطنة فــي إطــار الديمقراطية وحكم القانون، باعتباره يوفــر فرصة أخرى للمواطن لإعادة التأهيل والاندماج في المجتمع من خلال التعامل مع هذه الفئة بصورة فردية، ومعرفة الأسباب التي دفعتهم للانضمام إلى الجماعات المسلحة. خاتمة بالمجمــل، لا يمكن فصل التنمية عن بناء الدولة القومية الحديثة، التي تمثّل إحدى الغايات الرئيســة لعملية التنمية السياســية، وأن كل آليات بناء النموذج للجماعات المسلحة تشكّل تحديًا كبيرًا أمام التنمية في العراق، وتخلق بيئة خصبة جدّا للنشاط غير الدولتي، ولاســيما في ظل ضعف الدولة وإجراءات تطبيق القانون والدســتور، وغيــاب الرغبــة الحقيقية في إعادة النظر في مشــروع بناء الدولة على المســتويين الداخلي والخارجي، في ظل الأجندة التي تفرضها الجماعات المســلحة على واقع الدولــة في العراق، والإصرار الإقليمي على إضعاف النموذج العراقي وإبقائه تحت السيطرة المنضبطة بشكل يتناسب ومصالح تلك الجماعات والدول الداعمة لها، أي دون الذهاب إلى الفشــل التام، الذي يهدد " إبقــاء الوضع على ما هو عليه " بمعنــى نفوذهــا ومصالحها في العــراق، أو النجاح التام الذي يضع العراق كمنافس إقليمي لها، وهذا يتطلب الحفاظ على النموذج القائم حاليّا. ونتيجة لذلك، خرجت الدراســة بعدة توصيات من شــأنها أن تســاعد صانع القرار

Made with FlippingBook Online newsletter