العدد 13 – فبراير/شباط 2022

83 |

- أحزابًا وانتخابات ومنظمات للمجتمع المدني، لكن نفتقد لمنظومة سياسية تنافسية وآليات حقيقية للتداول على السلطة. - آليــات وأشــكاً ديمقراطيــة، لكن نفتقــد لمنظومة ديمقراطية تشــاركية حقيقية ومؤسسات فعالة وفَصًْ حقيقيّا بين السلطات. - ثروات وأمواً ومقومات اقتصادية عظيمة، لكن نفتقد لاستراتيجية رشيدة وسياسات تؤسس لمنظومة اقتصادية قوية ومنتجة للثروة خارج إطار الريع. - قنوات إعلامية كثيرة وصحفًا ومجلات وجرائد، لكن نفتقد لحرية التعبير والتفكير والمصداقية والشفافية في كشف الحقيقة ومحاسبة المسؤول. - خصائص ومزايا ســياحية متفردة، لكن نفتقد لمنظومة سياحية قادرة على التنافس والاستقطاب ورِفَادَةِ الاقتصاد الوطني. - قوة وغالبية شبابية حيوية وذكية، لكن نفتقد لمنظومة مجتمعية هادفة ولرؤى منهجية فعالة تُحوّل رأس المال الاستراتيجي إلى قوة اقتصادية واجتماعية. - ذكاء وأفكارًا وإبداعات، لكن نفتقد لسياسات فعالة لاستثمار رأس المال المعرفي والفكري في التنمية المستدامة والنهضة الحضارية. إذن، تزخر الدول العربية بكل مقومات الازدهار لكن واقعها يكشف مظاهر التخلف والتقهقر. وهو ما يجعلنا نسأل عن مكمن الداء ومركز العطب في فلسفة إدارة الدولة والمجتمع بالعالم العربي. إن النظام السياســي المتآكل بنيويّا بســبب اهتراء وفساد قواعده التأسيسية، لا يمكنه -على مســتوى الأداء- أن يحقق جودة سياســية، أو تداوً حقيقيّا على السلطة، أو تنافسًــا نزيهًا، أو يستجيب لتطلعات شــعبه التي تفوق قدراته على التجاوب الفعال والسريع، لعدم كفاءة وقدرة أدواته ومنظومته على التغيير، فضً عن الإبداع والتطوير. ووســط هذه البيئة المتخمة بداء عدم الفاعلية، تهاجر غالبية الكفاءات المتميزة في المجتمعــات العربية نحو البلدان المتطــورة الحريصة على تثمين المهارات، وتنمية الموارد البشــرية، واســتقطاب العقول من أصقاع المعمورة، لأن عدم فاعلية النظام السياسي سيؤدي حتمًا إلى توليد الأزمات دوريّا. فكل ما نراه من مظاهر عدم الفاعلية يُعد مخرجات وانعكاسات طبيعية لآلية عمل النظام المُهتَلِك بنيويّا والمُفلِس وظيفيّا، وهــذا ما نعاينه في مســتوى أداء المنظومة التعليمية والجامعيــة والصحية والثقافية والحزبية والسياسية والإعلامية للدول العربية، باعتبار أن ذلك نتاج السياسات العامة

Made with FlippingBook Online newsletter