| 94
تجاه الموظفين، والانتقال من النظر إليهم على أنهم عبء وتكلفة للمؤسسة والدولة إلى اعتبارهم موردًا وثروة اســتراتيجية، يمكن من خلالها تحقيق الجودة والتنافسية، وهذه التوجهات تُعد أهم معالم الحكم الرشيد. ويمّثل الجهاز الإداري أداة الســلطة التنفيذية في بســط نفوذها وتطبيق السياســات والقوانين، وتطرح في هذا الســياق بصفة ملحّة في بعض الدول العربية مســألة القوة التأثيرية لهذا الجهاز في تطبيق القوانين وإنجاح الرؤى والسياسات التنموية للسلطة، أو فــي تعطيل تنفيذ القرارات وإفراغها من فاعليتها وأهدافها المرجوة، وهو ما يُعبّر الرافضة لمســاعي التغيير الذي يُفْقِدُها بعض " الدولة العميقة " عنه إعلاميّا بمصطلح الامتيازات ومواقع النفوذ. يتعلق بطبيعة بنية المجتمع المدني ومدى حيويته . البعــد القتصادي والجتماعي: 3 واســتقلاليته عــن الدولة في الجانبين الاقتصــادي والاجتماعي، وقدرته على التأثير ). ويشير 24 في المـــواطنين وعلاقتـه مـــع الاقتصاديات الخارجية والدول الأخرى( التي تقوم لتحقيق مصالح " التطوعية " كافة الأنشــطة " مفهــوم المجتمع المدني إلى وأهداف مشــتركة للمنخرطين فيها، وتشــمل العديد مــن المنظمات غير الحكومية والمنظمــات غير الربحية، مثل: النقابــات المهنية، والمنظمات الخيرية، والمنظمات ). ولأجل قيام مجتمع مدني فاعل، 25 ( " الدينية، وجمعيات حقوق الإنســان وغيرها لابد أن يمتاز بجملة من الخصائص، منها: - الاستقلالية الوظيفية والعضوية عن النظام السياسي والأحزاب بشكل يجعله يتحوّل إلى قوة اقتراح، وآلية لضبط الشفافية، وفرض الرقابة المجتمعية على الأداء السلطوي والمؤسساتي للدولة. - استقلالية الذمة المالية لكيلا يكون عرضة للتوظيف أو التدجين السياسيين ولكي يحافظ على صفته المدنية المعبّرة عن المواطنة المستقلة والمسؤولية. - يتميز أيضًا بالنضج الديمقراطي وبالحس المواطني بصفة تجعله عماد الديمقراطية المحلية وفاعً محوريّا في الديمقراطية التشاركية. - المجتمع المدني بكونه شــبكة من الجمعيات تتميز بالاختصاص الوظيفي ســواء فيمــا يخــص البيئة، والصحة، والثقافــة وغيرها، مما يجعلها قــادرة على أن تكون شــريكًا وظيفيّا للقطاع الوزاري الذي يقابلها، بما يســمح بتوســع احتمالات اتخاذ القــرارات الأكثر توافقًا مع الحاجــات الخاصة بالمجتمع في الميدان المعين، وهذا
Made with FlippingBook Online newsletter