الانتخابات القومية في السودان لسنة 2010

ا بأن حصيلتها النهائية تبلورت في إعادة ً ادس من هذا الكتاب، علم � في الفصل الس مال والجنوب، � ة الحكم في الش َّ د � ين على س � يطرة الحزبين الحاكمين والمتشاكس � س مع مراعاة كسب حزب المؤتمر الوطني الراجح على المستوى الفيدرالي، وتقلص نفوذه في الولايات الجنوبية. ا ً ودان كان مرتبط ُّ لا يعني هذا الطرح أن تعسر مسار التحول الديمقراطي في الس ة للدولة دون غيرها، بل نرى أن البنية الهيكلية للأحزاب َّ ي � ة السياس َ ني ِ ا بالب ً ا وثيق ً ارتباط ها لا تريد أن يحدث � ا آخر؛ لأن الأحزاب نفس ً ت تمثل عائق � ة كان � ة والمعارض � الحاكم يقوم على تعميق الوعي الاجتماعي بثقافة الديمقراطية، ونشر ٌّ حقيقي ٌّ تحول ديمقراطي ا ًّ ا جذري ً قيمها التدافعية في أوساط جماهيرها؛ لأن مثل هذا التوجه ربما يحدث تفكيك حاولت الأحزاب أن تجعل َّ م َ في هياكل الأحزاب السياسية وقياداتها التاريخية؛ ومن ث ة الحكم، أو تمكنها من إحكام َّ د � لبلوغها س ً ة َّ عار التحول الديمقراطي المرفوع مطي � ش لطة؛ ولذلك تظل النخب الحزبية وقواعدها ُ سلطتها القابضة، وإقصاء الآخرين عن الس ودها على مبادئ ثاوية وقيم تنظيمية ديمقراطية، ُ توي ع � ة، لا يس � الجماهيرية رخوة هش واء كانوا في الحكومة أو المعارضة. � ب الخارجون عليها س � حاس ُ بموجبها يمكن أن ي ويبدو أن هذا الواقع السياسي المترهل قد دفع الدكتور عبد الرحيم عمر محيي الدين ا ً ا ناشز ًّ ا سياسي ً ، الذين، حسب زعمه، يمثلون تيار ((( " المستقلين " إلى الحديث عن دور دون الإصلاح والتغيير خارج أروقة � عن منظومة الأحزاب الحاكمة والمعارضة، وينش تلك الأحزاب وبرامجها ذات النزعة القطاعية، التي تقدم الولاء السياسي على الكفاية ُّ ة. ولا عجب أن محصلة هذا التوجه تصب َّ ات الخدمة العام � يير مؤسس � المهنية في تس ؛ لأنه " ودان ُّ مشكلات الس ُّ أس " فيما ذهب إليه الدكتور حيدر إبراهيم، بأن المثقف هو رين، بينما توقفت عقارب � رين أو الحادي والعش � يعيش بعقله الفلكي في القرن العش امة � ر للميلاد، الذي يصفه الدكتور أس � ادس عش � اعة عقله الحضاري عند القرن الس � س ة التي لا � ر القيم البالي � در بعص � ور حي � ه الدكت � ، وينعت " ة � ة الصوفي � النزع " ر � ان بعص � عثم ات حضارية لا تقوى أمام � ة وما بعدها؛ لأنها موروث � ات الحداث � ة متطلب � ح لمواكب � تصل ة. ويرى أن حصيلة الجمع � ي المعاصر، وقيمه الثقافية المعولم � ل الفلك � ات العق � تحدي لطة � ُ كيل العلاقة بين المثقف والس � همت في تش � غير الموفق بين النقيضين هي التي أس ودان، وجعلت مخرجاتها غير مواكبة لتطلعات المستقبل المشروعة، وتحديات ُّ في الس ودانية؛ لأن المستقبل، حسب تصوره، يصنعه ُّ ت بها الدولة الس ّ المراحل الحرجة التي مر . 67–55 ص � ، ودان ُّ س � أخيرة في ال شواهد على الانتخابات ا � شاهد و � م عبد الرحيم عمر محيي الدين، (((

46

Made with FlippingBook Online newsletter