| 114
هذا هو الزمن الجديد الذي دشنته شرارات الغضب تونسيًّا وعربيًّا في تحد صامت. هو زمن يضيق ذرعًا به الجميع والنخب السياسية تحديدًا ألنها، وقد نَشَأت وتخرجت بثقافة ملتبسة بعَلْمنة خاصة، ال تحتمل التعدد بل تُرسي مواقفها على شمولية وثوقية حدية مسكونة بنزوع إلى المسايرة وركون إلى المعهودية. لذلك ينطلق اليوم هذا البحث من فرضية مركبة يقتضيها السياق السياسي-الدستوري إلى الحكم ثم اضطراره إلى " اإلسالم السياسي " اإلقليمي المستجد الذي تال وصول مغادرته في تونس ومصر والمغرب. فرضية البحث يختزلها التساؤل التالي: بعد ســنوات من التجارب التي تلت " اإلســ م السياســي " * ماذا لو بحثنا موضوع خارج اعتباره مجرد ظاهرة 2023 وصوًل إلى ســنة 2011 األحداث الثورية لســنة مَرَضية مُصطَنَعَة ال تستطيع أن تحقق أي نجاح ألنها مُعيقة للتنمية باختالف أوجهها؟ " اإلسالم السياسي " * في ذات الوقت، ماذا لو لم نساير هذه المقولة الرافضة لحركات الناظرة إليه بعيون خارجية بل صدرنا عن قول من داخل فضائه الثقافي المولي أهمية تأسيســية للمضمون الحضاري للذات الثقافية مع استحضار نقدي تحليلي للتعثرات ؟ 2023 و 2011 فيما بين " اإلسالم السياسي " واإلخفاقات التي وقعت لـ فرضية هذا البحث تعمل على تخطـي مقولتي الرفض والتفهم النقدي مع استيعاب اإلسالم " خصوصيتي المقاربتَيْن من أجل بناء بُعد ثالث رِهانُه وعي نقدي لحركات من منظور إمكان تحمُّل الهم اإلنساني فكرًا وثقافة وتموقعًا مع ما يستلزمه " السياسي وموقعنا االستتباعي فيه؟ " حداثتنا العربية " خطاب الهوية من نقد لسياق مفاهيم متعددة لظاهرة واحدة لمعالجة أولى القضايا الكبرى للمعضلة العربية يُـــطرَح الســؤال المتعلق باســتقرار في تداول الثقافة السياسية عربيًّا ودوليًّا؟ " اإلسالم السياسي " مفهوم بالعودة إلى العقود الخمســة الماضية يتبين أن أول اســتعمال لهذا المفهوم كان في ) في 2 () Martin Kramer الواليــات المتحــدة األميركية من قِبَــل مارتن كرامــر ( ). جاء هذا Political Islam ( " اإلســ م السياسي " بعنوان 1980 كتابه الصادر ســنة ) 3 () Bernard Lewis ( " برنارد لويس " الكتاب ليطور مقولتين نظَّـر لهما قبله أستاذه
Made with FlippingBook Online newsletter