127 |
أن من درس الدولة القومية ونشأتها وعرف خرائطها التاريخية والمنطق الكامن فيها يعلم أنها ثقب أسود يلتهم األيديولوجيا واألخالق لصالح الهيمنة والتحكم ومصالح .) 41 ( " رأس المال وأنها كيان قام على العلمانية للحكم أنه فوَّت على نفســه االســتفادة " اإلســ م السياســي " أخطر ما في تجربة مــن الخبرة التاريخية للمســلمين لكونها كانت إحدى تجارب الســلطة في عالقتها بالمجتمعــات والثقافــات في التاريخ. ما نجم عن ذلك أن التحدي الذي واجه هذه التجربة من منظور الدولة الحديثة وطبيعة االنتظام السياسي لم يعتمد نظرية في الدولة تتمثل مكوناته الثقافية-الرمزية واالعتقادية-األخالقية والحضارية-اإلنسانية. ما 2011 في الحكم بعد " اإلسالم السياسي " أكثر من ذلك، لقد رجحت ممارســات ) إلى أن امتناع قيام الدولة 42 ( " الدولة المستحيلة " في كتابه " وائل حالق " ذهب إليه بالمفهــوم الحديث في المجال الثقافي االجتماعي العربي اإلســ مي وفق ما أقامته وحركاته يعود إلى األزمة األخالقية التي " اإلســ م السياســي " ونادت به جماعات عرفتهــا الحداثة الغربية. حصل ذلك لتعذر اســتعادة تجربة تاريخية ماضية إال وفق المنظــور الحاضر مما يجعل تلك التجربة الماضية موضوعًا للحكم عليها وليســت مصدرًا للهداية والتمثل في ذاتها. تبقى تتحرك، مع كافة القوى السياســية " االســ م السياســي " مع ذلك، فإن ظاهرة واالجتماعيــة الفاعلة فــي المجال العربي، بعطبها الهيكلــي والفكري ضمن منطقة فقدت سيطرتها على مصيرها، هذا من جهة. هي من جهة أخرى يمكن أن تظل في اتصال بدورة حضارية جديدة تفرض نفســها على المثقفين والسياسيين كما تفرضها على عموم القوى االجتماعية والمدنية. طــوق نجاة الجميع، فــي هذه الحالة، يتمثل في إدراك مُضي لحظة حضارية وقدوم أخــرى تختلف عنها فيما تســتدعيه من مراجعات نوعيــة طالما أعرض عنها حزبيو مكابرة بما أعجزهم عن بناء تصور ثقافي ديني يقتضيه الواقع " اإلســ م السياســي " والعصر. يظل مدفوعًا لمراجعات نوعية مريرة " اإلسالم السياسي " ما ال يدع مجاًل للشك أن وأكيــدة دونهــا االندثار التنظيمي. ذلك أنه، إضافة إلــى أزمته المزدوجة في الحكم
Made with FlippingBook Online newsletter