141 |
وصار بإمكان دولة صغيرة مستضعفة أن تواجه منفردة دولة متفوقة عسكريًّا بعد قيامها بشــراء أو إنتاج أسطول من الجنود الصنعيين. وستحرِّر، إذن، تكنولوجيا الربوطيات الدول الصغيرة، حسنة التنظيم والتدبير نسبيًّا، من االعتماد على حلفائها التقليديين. ويعتقــد البعض أن رؤية أســراب من الجنود الصنعييــن الذين يمكنهم التواصل مع بعضهم البعض في ساحات الحرب سيكون أمرًا عاديًّا في المستقبل القريب. ولكن هل ستســتند أســراب الجنود الصنعيين إلى القانون الدولي اإلنساني، من نحو أول، واحترام اإلنسان، من نحو ثان؟ ب – تقييد مبدأ الفروسية ظهر مبدأ الفروسية في العصور الوسطى، وهو ينطوي على خصال الشجاعة والشرف والنجدة والسخاء التي تتوافر في الفارس أو الجندي الممتطي فرسًا. ومن مقتضيات هــذه الصفات الرفيعة الحرص على حماية الضعيف ومعاملة األعداء معاملة كريمة، وعدم التعرض لغير المقاتلين من سكان دولة العدو. ومن محاسن الفروسية أنها كانت من أسباب التخفيف من ويالت الحرب وتجنيب غير المقاتلين شــرورها. وفي ظل الفروسية انتشرت القواعد الخاصة بحسن معاملة الجرحى والمرضى أثناء النزاعات المسلحة. أصبح اليوم نظام الفروســية أو روحها أو تقاليدها مســتباحًا بفضل الجندي الصنعي ). فهل سيمنع أو يمتنع الجندي الصنعي عن اإلجهاز 30 عديم اإلحساس حتى اآلن ( على جريح أو أســير، أو مهاجمة ممتلكات المدنيين غير المشــاركين في العمليات الحربية؟ وهل سيحترم العهود المقطوعة، ويبتعد عن أعمال المكر والغدر والخيانة، ويمتنع عن استعمال األسلحة المحظورة؟ وبتعبير آخر: هل سيُمنع أو يمتنع الجندي الصنعي عن اللجوء إلى أعمال تتنافى مع الفروسية؟ ) الفروســية غير جاهزة. والخطورة في 31 ( Algorithm نجيــب بالنفي، فخوارزمية مثل هذه التصرفات ال تكمن في إفراغ الفروسية من مضمونها أو فاعليتها فقط، بل تكمن أيضًا وأساسًا في أنها تقهقر القانون الدولي اإلنساني.
Made with FlippingBook Online newsletter