| 24
) قضت القرن الثاني من 40 (- " عقيــدة مونرو " القــارة األميركية -طِبقًا لما عُرف بـــ عمرها، وهو القرن العشرون، في السعي إلى حرمان أي دولة أخرى من الهيمنة في أي إقليم آخر من أقاليم العالم، سواء اليابان اإلمبراطورية، أو ألمانيا النازية، أو روسيا السوفيتية. وقد نجحت في الحالتين خالل هذين القرنين، حسب تحليل ميرشايمر. االقتداء بالعم " ويذهب ميرشــايمر إلى أن ما ســتفعله الصين بعد تصاعد قوتها هو )، أي انتهاج نفس النهج اإلستراتيجي الذي سبقتها إليه الواليات المتحدة في 41 ( " سام القرن التاسع عشر، فالصين تسعى اليوم إلى الهيمنة على إقليمها، خصوصًا سواحل المحيط الهادئ اآلسيوية، وزيادة فجوة القوة بينها وبين جيرانها اإلقليميين األقوياء: )، كما 42 ( " رسْم حدود السلوك المقبول من طرف جيرانها " الهند واليابان وروسيا، ثم فعلت الواليات المتحدة في جوارها من قبل، واالجتهاد في إضعاف هؤالء الجيران، كما حرصت الواليات المتحدة على إضعاف جارتيها اإلقليميتين، كندا والمكسيك. الخاصة بها، كما يرى ميرشايمر. " عقيدة مونرو " وبالمجمل، فإن الصين ستكون لها لكنهــا لن تحقق مقتضيات تلك العقيدة اإلســتراتيجية، وهــي الهيمنة اإلقليمية، إال الذي يؤمن " الواقعية الهجومية " بعد مواجهة شــاملة مع الواليات المتحــدة. فمنطق به ميرشايمر يستلزم حرمان الواليات المتحدة الصين من الهيمنة اإلقليمية في شرق آسيا، ما استطاعت إلى ذلك سبي ًلً. وهكذا سيؤول األمر إلى وقوع هذين العمالقين ، ونشوب حرب إستراتيجية باردة أو ساخنة بينهما، طبقًا لمعادلة " شراك ثوسيديد " في الصــراع المعتــاد بين القوة الصاعدة والقوة الســائدة. ويتفق المفكر اإلســتراتيجي القــوة االقتصادية الصينية -التي " األميركــي، روبرت كابالن، مع ميرشــايمر في أن تترافق على نحو متزايد مع القوة العســكرية- ســتؤدي إلى درجة محورية من التوتر الواليات المتحدة بوصفها قوة " )، وأن من أسباب ذلك أن 43 ( " خالل السنوات المقبلة إقليمية مهيمنة في نصف العالم الغربي، سوف تسعى إلى منع الصين من أن تصبح .) 44 ( " قوة إقليمية مهيمنة على جزء كبير من نصف العالم الشرقي وتبــدو لنا نظرية ميرشــايمر في الواقعيــة الهجومية وصفًا أمينًــا لقرنين من صعود الواليات المتحدة، من مســتعمرة أوروبية صغيرة متحصِّنة وراء المحيطين األطلسي والهادئ، إلى قوة عالمية مهيمنة على العالم. لكن هذه النظرية قد ال تصلح بالضرورة لتفســير المسار التي ستتَّبعه النهضة الصينية، أو الصحوة الروسية، أو صعود أي قوة
Made with FlippingBook Online newsletter