العدد 1 يناير كانون الثاني 2023

99 |

يجب أن يخفي أن التكنولوجيات لها قدرة أيضًا على تشكيل االستخدام على غرار الخوارزميات. إن التفكيــر فــي التكنولوجيــا باعتبارها المحدد الوحيد لالســتخدامات االجتماعية والثقافيــة يحيــل على مــا يُســمَّى الحتمية التكنولوجيــة التي تعنــي تضخيم دور التكنولوجيا وتحويلها إلى عامل محدد لوحده الســتخداماتها االجتماعية والسياسية وكأن التكنولوجيا مســتقلة بذاتها عن الســياقات االجتماعية والسياسية والثقافية التي تنساب فيها قوة متعالية عليها تفرض إكراهاتها على المستخدم... فــي المقابل، فــإن التقليل من أدوار التكنولوجيا وتحويلها إلى مجرد أشــياء يمكن للمستخدم أن يطوعها قد يمثِّل عائقًا أيضًا أمام فهم أدوار التكنولوجيا (وإستراتيجيات ، أو تطبيقات، وضعتها " منتجات " المبتكريــن والصناعات). فالمبتكرات التكنولوجية شركات لها غايات إستراتيجية تجارية وصناعية أو حتى ثقافية. والحقيقــة إذا أردنــا أن نفكر في التكنولوجيا والصحافة، وفي الميديا بشــكل عام، فعلينــا أن نتجــاوز الحتميتيــن االجتماعية والتكنولوجية، وأن نقــر بأن التكنولوجيا وضعت لها غايات متعددة يمكن أن تفرض على المستخدم في سياقات مخصوصة ، التي تحدد ما يمكن أن يتعرض إليه المســتخدم الذي " الخوارزميات " علــى غــرار ). ويمكن أن نشير 77 بدوره يمكن أن يطوع التكنولوجيا الســتخداماته المخصوصة( هنا إلى اســتخدامات التنظيمات اإلرهابية للتكنولوجيات؛ إذ مثَّلت اســتخدامًا غير منتظــر للتكنولوجيات الرقمية، ولم يكن ذلك فــي أفق انتظارات أو توقعات خبراء التكنولوجيا. وقد مضت سنوات حتى تتمكن المجتمعات المختلفة من وضع آليات لمقاومة هذا النوع من االستخدامات (والمضامين المتصلة بها)، آليات أمنية وقانونية وثقافية... ) في دراسة نظرية تناولت فيها Sonia Livingstone وترى الباحثة سونيا لفينغستون ( المشكالت النظرية حول دراسة الجمهور في عصر سطوة المعطيات أن التفكير في قضايــا الجمهور يجب أن يأخــذ في االعتبار الدروس التي تمخضت عن عقود من البحث العلمي في مجال الميديا (منذ أربعينات القرن الماضي على األقل)، منها على وجه الخصوص أن فئات الجمهور ليســت دائمًا متماثلة أو متناغمة وليست غبية أو ساذجة يمكن التالعب بها كما يقول الخطاب السائد. فال يمكن الحديث عن جمهور

Made with FlippingBook Online newsletter