| 166
- لــم تخرج الكثير مــن البحوث اإلعالمية العربية في البيئــة الرقمية الجديدة عن توظيــف اإلطــار التقليدي للنظريــات المتعلقة بالتعرض ودوافعــه، والتعرف على عادات وأنماط االســتخدام، إضافة إلى اهتمام هذه البحوث بمضمون الرسالة الذي ينطلق منه تحديد التأثيرات واألدوار، ومن ثم إغفال المستخدمين في البيئة اإلعالمية الرقمية الجديدة التي تتميز بالتفاعل بالدرجة األولى. وتعظِّم هذه النظريات التقليدية .) 108 في مجملها من دور اإلنترنت كوسيلة كما تعظم من تأثيره على الجمهور( - إشكالية تطبيق بعض نظريات التأثير المعتدل لوسائل اإلعالم، ومنها نظرية ترتيب األولويات، على بحوث البيئة الرقمية الجديدة، والتي تركز على أن وســائل اإلعالم تقــوم باختيــار مواضيع وقضايا محددة وإبرازها والتحكم فيها للتأثير في جماهيرها. ووفق هذه النظرية، فإن وسائل اإلعالم ترتب أولويات الجمهور من حيث أولويات )، وهذا يتنافى مع البيئة الجديدة؛ إذ لم تعد وسائل اإلعالم 109 القضايا التي تطرحها( بأحاديتهــا قــادرة على وضع أولويات القضايا والمواضيع التي يهتم بها مســتخدمو هذه البيئة، الذين أصبحوا طرفًا مشــاركًا مع وســائل اإلعالم في إنتاج ونشر القضايا والمواضيــع التي تهمهم. فظهور صحافة المواطن والمصور الصحفي الذين يكتبون ويصورون وينشرون يمكن أن يشكِّلوا أجندة أسرع من وسائل اإلعالم. - إشــكالية عدم توظيف مداخل نظرية في بحوث البيئة اإلعالمية الرقمية الجديدة؛ إذ ال يستند عدد كبير منها إلى قواعد ورؤى نظرية، أو يعتمد على مقوالت ونماذج تقليدية قد ال تتناســب مع طبيعة الظواهر االتصالية الجديدة بســبب تغير خصائصها ). وقد تستخدم 110 وتداخل عوامل مغايرة في تشكيلها يصعب حصرها أو تعميمها( هذه البحوث بعض النظريات بشــكل ســطحي وال تختبر فروضها، ويكتفي الباحث بعرض مطول في كثير من األحيان للنظريات دون توضيح طريقة معالجته لمشــكلة الدراسة. - ال يخلو تطبيق نظرية حارس البوابة والقائم باالتصال من إشــكاليات في ســياق البيئة اإلعالمية الجديدة، نظرًا لما أســهمت به شــبكة اإلنترنت في الحد من احتكار المعلومات والبيانات من قِبَل وسائل اإلعالم التقليدي التي كانت المتحكم الوحيد في تدفق األخبار والمعلومات للتأثير في الجماهير أو تأطير القضايا التي تخدم مصالحها ). لذلك لم تعد هذه النظريات تطبق بشكل دقيق في بحوث اإلعالم 111 وسياساتها(
Made with FlippingBook Online newsletter