العدد 1 يناير كانون الثاني 2023

| 242

مقدمة ) 1 ( " مســتقبل وســائل اإلعالم: النظرية والجماليات " تقوم الفكرة األساســية لكتاب على قراءة المستقبل بغرض التنبؤ بما ستحدثه المخترعات التكنولوجية ذات الصلة بوســائل االتصال، مثل االتصال الرقمي والحواسيب القائمة عليه، إضافة إلى الذكاء االصطناعــي في مجال االتصال اإلنســاني. وتتصل الفكــرة المركزية للكتاب بتأثير الخيال والتخيل في تحقيق اطراد فاعل في مجال وســائل التواصل الحديثة، أو كما يسميها المؤلِّفان، الميديا الجديدة؛ إذ يعتقدان أن الخيال والتخيل هما اللذان سيقودان وســائل اإلعالم في اتجاه المستقبل، ولذلك فإن الوسائل الحاضرة ستكون رهن ما يبدعه الخيال اإلنساني في المستقبل. يُســتَهل الكتاب بعبارة ذات داللة، ترى أن المستقبل إنما هو صنع المخيلة البشرية، والسبب في ذلك هو أن المعلومات التي نملكها حول المستقبل محدودة للغاية، كما أن القدرة على التحكُّم في المستقبل محدودة هي األخرى. ولذلك إذا أردنا معرفة أمر ما حول المســتقبل، ســنقوم بتحويل الغائب إلى حاضر، وهو ما يفعله الخيال. ومن ثم، فإن الحديث عن مستقبل وسائل اإلعالم إنما هو حديث عن التخيل، بما في ذلك استدعاء اآلمال والرؤى والخياالت والمخاوف. وهكذا، فإن غياب المعرفة الواســعة عن المســتقبل، يجعل الخيال يأخذ المكانة المتميزة في فهمنا للمستقبل، حتى يصبح فهمنا للمستقبل هو األساس في تفاعلنا مع ذلك الفهم. . واقع اإلعالم في نهايات القرن العشرين 1 يركز الكتاب في البداية على التحوالت التي اكتنفت وســائل اإلعالم خالل نهايات القرن العشرين، ويشير إلى أهمية الدراسات ذات الصلة بتلك الوسائل في صنع الواقع الجديد لوســائل اإلعالم، ويُقدِّم مقاربات عميقة تتعلق باألفكار المطروحة في عدد مــن النظريات ذات الصلة بالتفاعل العقلي. ويتناول الفصل الثاني خمس أطروحات تبحث التحوالت في وســائل اإلعالم كظاهرة ثقافية، فالحديث عن المســتقبل، كما يفهمه المؤلِّفان، يرتبط بالمعرفة في لحظة محددة، ومن ثم فإن النظر إلى المستقبل يتحدد بما هو مدرك عن الواقع الحالي. لذلك، فإن وسائل اإلعالم هي التي تجعل

Made with FlippingBook Online newsletter