العدد 1 يناير كانون الثاني 2023

251 |

بين الوســائل الجديدة كأدوات تكنولوجية بحتة وبين المجتمع؛ إذ تصبح -حســب رؤيتهمــا- تلــك األدوات هــي المتحكم أكثر في الواقع المعيــش، كما هي الحال ماينورتي " في الوســائل القائمة على الذكاء االصطناعــي، كالتي ذكرها فيلم وكتاب فيما يتعلق بالنبوءات التي قامت بها مخلوقات ممسوخة. " ريبورت كمــا ذكرنا، فإن الكتاب يركز كثيرًا على الجوانب ذات الصلة بالتكنولوجيا أكثر من تركيــزه علــى الواقع الثقافي واالجتماعي للناس، فهو مثــ لم يتناول قضايا حيوية صارت اليوم من أهم القضايا ذات الصلة بوســائل اإلعالم، خاصة في تطورها نحو وســائل التواصــل االجتماعي. فقد أصبحت واحدة من الهموم األساســية المتعلقة ما تزخر به وســائل التواصــل االجتماعي من معلومات مضللة، " بالميديــا الجديدة " . " األنباء الكاذبة " وهــو ما تم تعريفه على المســتوى األكاديمي والسياســي بعبــارة وبالرغم من أن الكتاب يبشــر بالميديا الجديدة باعتبارها وســائل مستقبلية لن تزول )، إال أنه لم ينظر إلى هذا الواقع الذي صارت تزخر به وسائل التواصل Immutable ( االجتماعي والتي يمكن أن تحوِّل بيئة البشر إلى واقع زاخر بالشكوك والريب، بدًل من أن تكون مالذًا يطمئن إليه الناس في عالقاتهم وتواصلهم وتوادهم مع اآلخرين. )، في شكلها الحالي، تمكِّن من التدخل في مسار المعلومات 7 فالميديا الكالسيكية( بالتصحيــح أو التعديــل أو حتى بنفي المعلومات الكاذبة، بينما صارت آفة وســائل التواصــل االجتماعي اليوم أنها تزخر بقدر كبير من المعلومات المضللة التي يمكن أن تفقد وســائل التواصل االجتماعي نفســها، والميديا الجديدة، بل وحتى االتصال كسلوك إنساني، الثقة بين بني البشر. وبذلك يمكن القول: إن وسائل إعالم المستقبل ، بل يمكن أن تكون ذات " مستدامة " ليست في واقعها كما تصورها إرنست وشرويتر أثر سالب لكونها مصدرًا من مصادر التضعضع في المجتمعات اإلنسانية. إن مركــز النقد الموجه لهذا الكتاب هو اســتبعاده للواقــع االجتماعي، القائم على التفاهم والتواد بين بني البشــر، وتركيزه على الجوانب النفســية والعقلية ذات الصلة بأثر التكنولوجيا على األفراد؛ إذ يتطرق الكتاب إلى مفاهيم، مثل الواقع االفتراضي، والواقع المعزز، رابطًا إياها بالحواســيب في تطورها من أشــكال بدائية كالحاسوب السطحي، وحتى انتقالها إلى الحواسيب اللوحية التي ترتبط بالشبكات العنكبوتية. إن القــارئ للكتاب يســتطيع أن يــدرك أن المؤلِّفيْن يقتربان أكثــر من مفهوم مارك

Made with FlippingBook Online newsletter