العدد 1 يناير كانون الثاني 2023

257 |

فترة من الفترات، بل امتد إلى الفضاءات والممارســات المدنية تفاع ًل مع اإلعالم، باعتبار أن البلد الديمقراطي هو من يمنح حرية أكبر للصحافة واإلعالم، وأن وجود إعالم حر ومهني شــرط أساســي النضمام أي بلد إلى الديمقراطيات الكبرى. كما أن سؤال االنتقال الديمقراطي يبدأ من تمكين المهنيين في قطاع الصحافة واإلعالم من حرية أكبر للتعبير دون كوابح، سواء كانت صريحة أو ضمنية تمنع أو يمكن أن تلجم الممارســين بأي شــكل من األشكال احترامًا للمعايير الدولية المتعارف عليها في مزاولة المهنة. ويطرح موضوع اإلعالم واالنتقال الديمقراطي بالمغرب أســئلة وإشــكاالت عديدة الرتباطه بما هو اجتماعي وسياســي وثقافي، ومن ثم فالمتغيرات السوسيو-سياسية والسوســيو-إعالمية لها صيغة التجديد قياسًــا بالظرفية الزمنية وصيغة المجال الذي تشمله الحالة. ومن هذا المنطلق، فإن الوسيلة اإلعالمية تمثِّل اليوم قوة وعام ًل مؤثرًا في توجيه الرأي العام، لذلك تبحث األطروحة في العالقة التي يمكن أن تكون بين مكوِّن اإلعالم، باعتباره جزءًا من صورة الديمقراطية، ومســألة االنتقال الديمقراطي، من خالل إبراز اإلشــكالية الرئيســية للموضوع التي تفرز تفاع ًل بين متغيرين، هما: اإلعالم واالنتقال الديمقراطي؛ إذ إن اإلعالم أصبح رمزًا لعملية االنتقال الديمقراطي، في الوقت الذي يُعد فيه االنتقال الديمقراطي صورة حقيقية لإلعالم الحر والنزيه أو اإلعالم المتحكَّم فيه، فهو يعكس بنية السلطة داخل المجتمعات. . إشكالية الدارسة والرؤية المنهجية 1 تشير المالحظة االستكشافية ألبعاد العالقة بين مفهومي اإلعالم واالنتقال الديمقراطي إلى الطابع المركَّب للموضوع؛ إذ إن إشكالية التأثير والتأثُّر تظل بارزة وذلك بناء على أدوات علمية ومنهجية مثل القياس واالستنباط. وترى األطروحة أن موضوع اإلعالم قلَّما يجري ربطه باالنتقال الديمقراطي الذي يوضع في نسق اإلصالحات السياسية، ودولة المؤسسات والحق والقانون، والتطور التنموي، وحرية التعبير التي تعتبر رافدًا أساسيًّا من روافد اإلعالم. انطالقًا من ذلك تبحث الدراسة مسألة اإلعالم واالنتقال الديمقراطي بالمغرب وطبيعة عالقة التأثير والتأثُّر بينهما في ظل المتغيرات اإلعالمية والديمقراطية محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.

Made with FlippingBook Online newsletter