| 258
ويتفرَّع عن هذه اإلشكالية حقل استفهامي يقارب أبعادًا مختلفة في إطار العالقة بين اإلعالم واالنتقال الديمقراطي: - هل هناك عالقة أفقية أم عمودية بين اإلعالم واالنتقال الديمقراطي؟ - هــل قــوة اإلعالم والضغط الذي يمارســه على الفضاء السياســي هو الذي يولِّد االنتقال أم أن اإلعالم الحر نتيجة لمرحلة االنتقال الديمقراطي باعتباره أحد مخرجات االنتقال الديمقراطي؟ - ما المؤشــرات المادية والموضوعية التي توحــي بوجود انتقال ديمقراطي؟ وبأي شكل من األشكال تخدم وسائل اإلعالم والتواصل العملية الديمقراطية؟ - إلــى أي حد ينبني مطلب تحقيق االنتقال الديمقراطي على إعالم حر، خاصة في البلدان العربية (المغرب نموذجًا)؟ - إلــى أي حــد يمكن القول بأن مواقع التواصل االجتماعي أســهمت في صيرورة االنتقال الديمقراطي في ظل اإلصالحات الدســتورية والمؤسســاتية والمجتمعية في النموذج المغربي؟ - ما الســبل الكفيلة لتوســيع مكانة اإلعالم وباقي وسائل التواصل في إذكاء العملية الديمقراطية؟ اعتمدت األطروحة في معالجة هذه اإلشكالية مقاربة مركَّبة تجمع بين منهج التحليل الوظيفي، والمنهج الوصفي؛ إذ تسمح فاعلية المنهج األول بدراسة الوظائف الظاهرة واألخرى المســتترة أو غير المتوقعة التي تساعد في الكشف عن طبيعة التفاعل بين الظاهــرة اإلعالمية والظواهر االجتماعيــة األخرى، فهو (المنهج التحليلي الوظيفي) يعتبر اإلعالم نظامًا عرفيًّا مفتوحًا يتبادل التأثير ويتفاعل مع االنتقال الديمقراطي. أما المنهــج الوصفي فيتناول الظاهرتين من زوايا مختلفة ويخضعهما للفحص والتحليل والتمحيص والوصف من أجل استخراج نتائج علمية ومحاولة اإلجابة عن اإلشكالية المطروحة. . اإلعالم واالنتقال الديمقارطي: مقاربة نظرية إلشكالية المفهوم والنموذج 2 تركز أطروحة الباحثة، ســلم المباركي، في سياق مقاربة أبعاد اإلشكالية، أو ًلً، على التأصيــل النظري لمفهوم اإلعالم واالنتقال الديمقراطــي، وتحاول تحديد النموذج
Made with FlippingBook Online newsletter