| 270
مقدمة ، بدأت الشعوب العربية في التحرك واالنتقال من مرحلة المطالبة 2010 في نهاية العام باإلصالحات السياسية إلى مرحلة الدعوة إلزاحة الحكام واألنظمة السياسية بسرعة لم تشــهدها المنطقة العربية من قبل مثلما حدث في تونس ومصر ثم ليبيا وســوريا واليمــن. فمــا أن تنتهي ثورة من تحقيــق مطالبها في بلد ما حتى تندلع ثورة جديدة فــي بلــد آخر. ولم تكن الثــورات في هذه الدول التي تزامنــت في بعض أحداثها ونتائجها وليدة اللحظة، بل نتيجة تراكمات ومطالب سياســية واقتصادية واجتماعية لسنوات عديدة. وهنا، رافقت قناة الجزيرة اإلخبارية المواطن العربي في رحلته إلى ، تغطية مباشرة 2011 مرحلة الثورة. وقد خصَّصت القناة، خالل الثورة المصرية في واســتثنائية لمصر جعلتها توقف خريطتها البرامجية، وتُقدِّم تغطية مســتمرة أكثر من القنــوات اإلخبارية العربية األخرى. ولذلك بادرت الســلطات المصرية، منذ األيام األولى للثورة، إلى إغالق مكتب الجزيرة في القاهرة، واعتقال عدد من المراســلين العاملين فيه. تبلورت أطروحة هذه الدراســة انطالقًا من المالحظة النقدية للدور الذي لعبته قناة الجزيرة منذ إنشــائها في ســياق األحداث المهمة التي شهدها الشرق األوسط. وقد سمح هذا الفحص الدقيق بتحديد السؤال اإلشكالي للدراسة، حيث يعتقد الكثيرون أن الجزيــرة لعبت دورًا مهمًّا في زيادة وعي المواطن العربي باألحداث السياســية، وإلى حد ما أثَّرت في الثورات العربية. وتأخذ الدراســة في االعتبار طبيعة دور قناة الجزيــرة فــي ظل اآلراء المختلفة؛ إذ ثمة من يعتقد أن الجزيرة لعبت دورًا رئيســيًّا في أحداث الشرق األوسط، وهناك من يرى أن دورها اقتصر على التأثير في الوعي السياسي للعرب، بينما يرى آخرون أن الجزيرة لم تُحدِث أي فرق. ومن ثم، تهدف الدراسة إلى رصد وتحليل تغطية الجزيرة للثورة المصرية لتحديد طبيعتها وإجراءاتها وأسلوبها وموضوعاتها وأهدافها من خالل اإلجابة على األسئلة التالية: - ما تأثير قناة الجزيرة في الوعي السياسي العربي؟ - مــا طبيعــة دور الجزيرة في تغطية الثورة المصريــة: هل كانت ناق ًل لألحداث أم مشاركًا فيها؟
Made with FlippingBook Online newsletter