| 274
فــي إثــارة هذه القضايا. لذلك غيرت الجزيرة وجه وســائل اإلعالم بجرأتها العالية وكســرها لجدار ضخم عبر تناول قضايا ال يمكن أن تعرضها الصحافة أو القنوات التليفزيونية العربية. لذلك حظيت القناة بسمعة طيبة على الصعيدين، العربي والدولي، من خالل االبتعاد عن اإلعالم التقليدي الذي يســاير الواقع إلى إعالم جديد يكســر حاجز المحرمات، ويوفر منفذًا إخباريًّا موثوقًا به يركز على القضايا العربية. في هذا الســياق، اســتطاعت قناة الجزيرة أن تضع أُسُسًــا ومعايير ومفاهيم جديدة تختلف عن تلك التي اعتمدتها وســائل اإلعــ م العربي التقليدي، التي كانت تركز على أخبار الملوك والرؤســاء والقادة العرب ورحالتهم واستقباالتهم وتقدِّم الدعاية الفجة والمســتمرة لألنظمة والحكومات العربية وسياساتها، لكن ظهور الجزيرة كان الفرصة التي قطعت مع هذا النموذج اإلخباري. وعلــى الرغــم من خصوصية النموذج اإلخباري الجديد الــذي تمثِّله الجزيرة، ترى الدراسة أن القناة ليست منفذًا إعالميًّا حرًّا تمامًا؛ إذ إن محتواها، بما في ذلك انتقاء األخبار وتأطير القصص اإلخبارية، يتوافق مع سياسة دولة قطر. لكن ما جعل حضور الجزيرة مختلفًا -بحسب الباحثة هديل شقير- عن القنوات العربية األخرى في سياق هذا الموضوع يعزى إلى سببين أساسيين: أولهما: أن قطر لم تحظ بأي أهمية مميزة في أخبار القناة وتغطياتها، وثانيهما: أن الجزيرة استطاعت تلبية االحتياجات المعرفية للمشــاهدين العرب، وحرية التعبير وانتقاد األنظمة التي كانت أهم بالنسبة للمواطن العربي من أي موضوع آخر. وتشير الدراسة أيضًا إلى الجدل حول السياسة التحريرية للقناة، والشكوك التي تثيرها بعض اآلراء خاصة فيما يتعلق بالتزام الجزيرة للحياد والموضوعية في التغطية باعتبار أنها تنتقد المسؤولين المصريين والعرب ورؤساء الدول باستمرار، لكنها لم تنتقد قط المسؤولين القطريين أو اإلخوان المسلمين، كما يرى أصحاب هذا الرأي. ) 2011-2010 . تغطية الثوارت العربية ( 3 ألقت طبيعة األنظمة العربية التي تفتقر إلى حرية اإلعالم بظاللها على تغطية الثورات، التــي عرفــت بالربيع العربي في اإلعالم العربي. وعلى الرغم من أن جميع القنوات الفضائيــة العربية والعالميــة قامت بتغطية أحداث الثورات في النشــرات اإلخبارية
Made with FlippingBook Online newsletter