| 276
ردود فعل رسمية عربية هاجمتها بشتى الطرق. وهنا، فإن السؤال المركزي الذي تحاول الدراسة اإلجابة عليه: كيف قامت الجزيرة بدورها اإلعالمي؟ وهل تجاوزت هذا الدور بالمشاركة في الثورة بشكل أو آخر؟ إجارءات التغطية اإلخبارية للثورة المصرية منذ اليوم األول للثورة المصرية، تحولت تغطية الجزيرة من متابعة موجزة للتظاهرات يومًا. وقد أثار تأخر 18 واالحتجاجات إلى تغطية مكثفة ومفتوحة ومســتمرة خالل - بحســب البعض- تساؤالت 2011 يناير/كانون الثاني 25 القناة في بث مظاهرات كثيــرة في صفوف النشــطاء والمتابعين أيضًا، خالفًا للثورة التونســية، حيث كانت الجزيرة أولى القنوات التي رصدت بدايات الثورة. ويفســر البعض ذلك بالمشــكلة المزدوجــة التي تواجهها الجزيرة، فإذا ســارعت إلى تغطية االحتجاجات الشــعبية الغاضبــة، وأفســحت في المجــال للمتظاهريــن والفاعلين السياســيين في الظهور والحديــث، فإنهــا تتهم بصب الزيت على النار، وإذا تأخــرت قلي ًل أو كانت لديها تحفظات فإنها تتهم بخذالن المحتجين وعدم الوقوف معهم، وهي التي تضع اإلنسان يناير/كانون الثاني) أدركت القناة أن 25 في قلب اهتماماتها. لكن مساء ذلك اليوم ( ما يحدث كان حرجًا، وأن التغطية يجب أن تتحول إلى األحداث الجارية في مصر، في الوقت الذي كانت مشغولة فيه بالكشف عن وثائق سرية للمفاوضات الفلسطينية- اإلسرائيلية، التي حصلت عليها حصريًّا، وكانت تمثِّل قصة ضخمة وليس من السهل إيقافها. وعلــى إثر تعاظم التظاهرات وتصاعد االحتجاجــات في غضون ثالثة أيام، تخلت الجزيــرة عن خريطتهــا البرامجية المألوفة وتوقفت دورتها، مثل البرنامج اليومي: ما وراء الخبر، أو األسبوعي: في العمق، واالتجاه المعاكس، وبال حدود، وحوار مفتوح. كما توقفت النشرات الرياضية واالقتصادية، وخصَّصت القناة تغطية مفتوحة مستمرة ، واتجهت كاميرا الجزيرة نحو 2011 فبراير/شباط 11 بال توقف حتى نهاية الثورة في الميدان. ولم تكن هذه اإلجراءات طارئة على القناة، فقد ســبق أن أوقفت الجزيرة برامجها في بعض األحداث الكبرى التي كانت تتطلب تغطية إخبارية مستمرة أليام ، والغزو األميركي 2001 ســبتمبر/أيلول 11 وحتى أســابيع، مثلما حصل في أحداث
Made with FlippingBook Online newsletter