| 278
، قامت الســلطات المصرية بحجب 2011 يناير/كانون الثاني 27 وفي يوم الخميس، شــبكات التواصل االجتماعي، مثل تويتر وفيسبوك، التي استخدمها المتظاهرون في تنظيــم االحتجاجات، وفي اليوم التالي الذي عُرف بجمعة الغضب، قطعت خدمات يناير/كانون الثاني، 28 الهاتــف المحمول. وفــور تغطية الجزيرة لجمعة الغضــب، أغلق النظام المصري مكتب الجزيرة، وأوقف نشاطها المهني في مصر، وقام بسحب تراخيــص العمل وبطاقات االعتماد الصحفي لمراســليها، بينما لم تكن هناك أوامر بإغالق مكاتب القنوات األخرى. واعتبرت الجزيرة ذلك القرار عم ًل يهدف إلى خنق وقمع حرية التغطية الصحفية للشبكة والصحفيين التابعين لها، وصممت القناة على عدم االنصياع؛ إذ تعتمد في عملها على توفير أكثر من خطة بديلة لنشاطها اإلعالمي. لجأت الجزيرة إلى التواصل المباشر مع مصادرها ونشطاء وسائل التواصل االجتماعي لتجــاوز قطــع خدمات اإلنترنــت والهاتف، ولكن بعد أن أصبح تحرك الســلطات المصرية موجهًا بشــكل خاص ضد الجزيرة، بســحب تراخيص العمل، انتقلت إلى مرحلة أعلى من رد الفعل والتحدي لمواصلة التغطية. مصادر األخبار واستخدام صحافة المواطن بــدا واضحًــا أن قدرة القناة على الوصول إلــى األخبار في جميع أماكن األحداث، رغم تنوعها وعددها الكبير، كان بســبب استخدام عدد كبير من المراسلين؛ إذ يمثِّل مكتب الجزيرة في القاهرة أحد أكبر مكاتب الشبكة في المنطقة. كما أن القناة، خالل تغطيتهــا للثــورة، لم تحصل على األخبار فقط من المراســلين الذين كانوا يعملون بالفعل مع مكتبها في مصر، بل عززت ذلك بصحفيين من المقر الرئيسي للقناة في قطر، وفتحت الجزيرة المجال أمام المواطن المصري ليكون صحفيًّا ومصدرًا إخباريًّا، وهــو مــا يعتبره البعــض أحد عوامل نجاح القناة في التغطيــة. فما لم تتمكن القناة مــن الوصــول إليه عبر كاميرا الجزيرة، وصلت إليه عبر مواقع التواصل االجتماعي، وخاصــة صحافــة المواطن، ألن المواطن هو صانع األخبار، وصانع الثورة، ومدون حقائقها. فقد وفرت ظروف الثورة حالة من تدفق المعلومات والصور من المواطنين بطريقة مكَّنت القناة من البقاء في المشهد بشاشة تبث على مدار الساعة. لذلــك لــم تتأثــر الجزيرة كثيرًا بمنعها مــن العمل في ذلك الوقــت؛ إذ كان هناك
Made with FlippingBook Online newsletter