| 282
مميــزة، فاهتمت بمحتواها المرئي كما اهتمت بالمحتوى اللغوي والخطابي، خاصة إبــان الثورة المصرية. لذلك قامت بتنويع إســتراتيجياتها المرئيــة لتوصيل أخبارها للجمهور على اختالف أنواعه واهتماماته. وبدأت منذ اليوم الثالث للثورة المصرية، ، في اســتخدام صور ومشــاهد المتظاهرين في بداية 2011 يناير/كانــون الثاني 27 النشــرات التي تعرض األعداد الكبيرة مــن المتظاهرين وأصوات صيحاتهم العالية؛ األمر الذي من شأنه نقل الحالة النفسية للمشاهد المصري. وتشــير الباحثة شــقير إلى أن قناة الجزيرة استخدمت هذه الصور والمشاهد لصالح الثــورة؛ إذ حاولت عبر االســتفادة من األدوات والتقنيــات المتاحة تلبية احتياجات الجماهير للحصول على األخبار في وقت كانت وســائل اإلعالم المصرية الرســمية تتجاهــل الثورة وتنكر أحداثها. كما ســعت القنــاة إلى إرضاء الجمهور ليكون على اطــ ع دائم بآخر المســتجدات وفهم األحــداث المعقدة والمعلومات السياســية. وهكذا، أســهمت الجزيرة بشــكل غير مباشر -بحسب الباحثة شقير- في الثورة من خالل تشــجيع المصرييــن على مواصلة ثورتهم، وتوعيتهــم بالقضايا التي تجاهلها اإلعالم المصري والعربي، وتنبيههم ممن يعارضون الثورة. . التقارير اإلخبارية في تغطية الثورة المصرية 5 بحثت الدراســة في هذا المحور أســلوب التقارير اإلخبارية لقناة الجزيرة، الســيما تقاريرها الداخلية، التي أثارت الجدل حول تغطية الثورة المصرية؛ إذ تُبيِّن -بحسب الباحثة- فكر ورأي القناة الذي ورد بشــكل ضمني أو صريح في نشــرات الحصاد. ويرى البعض في هذه التقارير خروجًا عن المعايير التحريرية للقناة، وتجاوزًا لحدود التغطية اإلخبارية الموضوعية والمهنية والتدخل في أحداث الثورة، ألنها تقدم وجهة نظر واحدة تتمثَّل في رأي الصحفي والقناة، والترويج لرسائل سياسية وخلق مشاعر عاطفيــة تجاه األحــداث. فقد طغت على هذه التقارير موضوعات تؤكد للمشــاهد ضعف النظام المصري وعدم جدوى أي إجراء إصالحي يتخذه بســبب ســوابقه في خداع الناس واستمرار الظلم. إن رواية األحداث التي شددت على استبداد الحاكم مصحوبة بمشــاهد تعكــس معاناة الناس بكافة أشــكالها، وأصوات المتظاهرين في الشــوارع المصرية وميدان التحرير، شــكَّلت عناصر تحمل رســائل مفاهيمية تدفع
Made with FlippingBook Online newsletter