89 |
من جهتهم، لخَّص الخبراء المتشائمون توقعاتهم ضمن أربعة مستويات، هي: - أو ًلً: اســتمرار ديناميكيات االنعزال في فضاءات الميديا االجتماعية نفسها؛ حيث إن تواصــل انغالق األفراد حول أنفســهم وقصر النظر لديهم يســهِّل التالعب بهم وتحفيز عواطفهم وإذكاء مخاوفهم عند مشــاركتهم في النقاش العام عبر اإلنترنت. ويرجع الخبراء األمر، في عالم متصل رقميًّا، إلى مراقبة الناس باستمرار الستكشاف شــغفهم وميوالتهم، في وقت يستمر فيه نشــر رسائل تُسلِّح نقاط الضعف البشرية، وتُعزز المعلومات المغلوطة والمُضلِّلة للراغبين في ممارســة النفوذ لتحقيق أهداف سياسية أو تجارية أو إثارة االنقسام والكراهية. - ثانيًا: اســتغالل المعطيات الشــخصية، ويتمثل ذلك في وجود توجه نحو المزيد من البيانات ومراقبة النشــاط البشري، ويتوقع الخبراء أن المسيطرين سيمتلكون، في ، تكنولوجيا تسمح بمعرفة أكبر عن األفراد أكثر مما يعرفه الناس أنفسهم، 2035 أفق ويتنبؤون بسلوكهم، ويدفعون برسائل خفية إليهم توجههم نحو نتائج معينة. ويتوقع الخبــراء أن هذا التالعب سيُســتخدم، إن حدث بالفعل، لتمزيــق الثقافات وتهديد .) 53 الديمقراطية وخنق إرادة الناس الحرة( - ثالثًا: تعزيز مكانة مروجي خطابات الكراهية والمحرضين على االستقطاب، ومن اكتســاب الكارهين والمســتقطبين المزيد من " التوقعات أيضًا، وفق هؤالء الخبراء، . ويتوقع هؤالء الخبراء أن تتجه غرائز الناس نحو المصلحة الذاتية والخوف " القــوة ، ما يدفعهــم إلى ارتكاب أعمال ضارة. ويضيف الخبراء أن المجاالت " اآلخر " مــن الرقمية التي قد يتم ابتكارها في المستقبل ستغمرها التلميحات واالتهامات واالحتيال واألكاذيب واالنقسامات. - رابعًــا: الطابع المركب والمعقــد للتحوالت التكنولوجية، حيث لن يتمكن الناس -بحســب الخبراء غير المتفائلين- من مواكبة ســرعة وتعقد التغيير الرقمي، ويرون أن األنظمــة التــي تدعم اإلنترنت حاليًّا كبيرة جدًّا وســريعة ومعقدة للغاية ومتحولة باســتمرار؛ ما يجعل مواكبة اللوائح أو األعراف االجتماعية أمرًا مســتحي ًلً. ووفقًا لبعض هؤالء الخبراء، فإن التهديدات ستستمر في الظهور مع كل تقدم تقني جديد، .) 54 ألن الشبكة العالمية واسعة االنتشار للغاية(
Made with FlippingBook Online newsletter