| 92
االندماج على غرار الهيئة التنظيمية الجديدة الفرنسية التي لها أدوار في البيئة الرقمية. كما أن هناك أيضًا نقاشــات حول أهمية التشــريع (كدور من أدوار الدولة) للتصدي لألخبار الزائفة وتضليل المعلومات (في فرنسا وفي ألمانيا). وإذا كان العقدان األخيران اتســما بعدم تدخل المشــرِّع والهيئات التنظيمية في البيئة المعلوماتية الرقمية وفي تنظيم اإلنترنت، فإنه سيتم التخلي عن هذا االتجاه. فالدولة ستتدخل بشكل كبير في تنظيم هذه المنصات الرقمية، والتنظيم الصناعي لها ونظام الميديا برمته. ويتصل هذا التغير في مســتوى دور الدولة بتراجع الثقة في المنصات والتكنولوجيا وفي تنامي القلق من نتائجها في العشــرية األخيرة. كما ترتبط الحاجة إلــى أدوار جديــدة للدولة في ظل نزوع المنصات الرقمية إلــى التنافس واهتمامها Tech بالصراعات الجيوســتراتيجية. وهذا ما خلق ما يُسمَّى المسؤولية التكنولوجية ( ). كما تتصل أدوار الدولة أيضًا بتطوير برامج التربية على الميديا 61 () Accountability والمعلومات، التي تعتبر الوســيلة المثلــى لحماية الجمهور من التضليل المعلوماتي .) 62 واألخبار الزائفة، وتربيته على االستهالك والنفاذ إلى المعلومات الجيدة( وفــي هــذا اإلطار، يعتبر االهتمام بأدوار الدولة تطورًا جديدًا في الســياق األميركي خالفًا لما يحدث في السياق األوروبي؛ حيث للدولة أدوار أساسية في بيئة الميديا، ألن حرية الصحافة مرتبطة في مخيال الصحفيين والمهنيين بعدم تدخل الدولة (وفق المبدأ األول من الدستور األميركي). وفي هذا اإلطار ستتغير سياسة الواليات المتحدة مع وضع قانون لتنظيم المنصات الرقمية بالتعاون مع الســلطات والهيئات التنظيمية ). ومن المجاالت التي سيكون فيها للدولة 63 الحكومية مقابل دعم تزعمها السوق( أدوار: التشريع في مجال الميديا االجتماعية عبر القوانين ودعم الصحافة المحلية. ومــن أهــم التطورات المســتقبلية الممكنة، وفق هذا التصــور الجديد، القائم على تشــخيص المخاطر، الفجوات الجديدة بين فئات المســتخدمين. وعلى هذا النحو، يتحدث البعض عن أنواع متباينة من المستخدمين أو من الجمهور، فهناك النوع األول الذي يستقي األخبار من مصادر موثوقة، أي من مؤسسات الميديا والصحافة المهنية، أمــا الصنف الثانــي فيمثِّل األغلبية التي ال تتمتع بالكفــاءات الضرورية للتمييز بين األخبار الجيدة والمضامين األخرى، مثل اإلعالنات والمعلومات الزائفة والتضليلية. وسيوجد صنف ثالث من الجمهور خاضع إلى المضامين التآمرية والزائفة.
Made with FlippingBook Online newsletter