العدد 4 – يوليو تموز 2024

| 104

ن أن اختيــار أطــر وآليــات بنــاء عىل هــذا التضــاد يف التصنيفــات واألوصــاف يتــبن َّي بعينهـا كشـف عـن قصديـة االنحيـاز يف معظـم اخلطابـات اإلعالميـة الغربيـة للروايـة اإلرسائيليــة. وُتُعــد هــذه القصديــة نتيجـة أســباب متعــددة، أمههــا: - غياب استقاللية وسائل اإلعالم عن السلطتني، السياسية واملالية. - تأثري الدبلوماسية اإلرسائيلية وضغطها عىل املؤسسات اإلعالمية الغربية. - سـيطرة اجلامعـات الضاغطـة (اللـويب الصهيـوين) عىل السياسـة األمريكيـة وقراراتـها الداخليـة (االنتخابـات) واخلارجيـة (الدفـاع عـن إرسائيـل). - سيطرة الرشكات ورؤوس األموال ذات الصلة بإرسائيل عىل اإلعالم الغريب. - تنامــي األحــزاب اليمينيــة يف عــدد مــن الــدول األوروبيــة أســهم يف التامهــي مــع اليــمني املتطــرف يف إرسائيــل (األحــزاب احلاكمــة يف إرسائيــل). - ارتباط معظم القنوات والصحف الغربية بالتوجهات السياسية اليمينية. - تراجـع هامـش حريـة الصحـايف داخـل املؤسسـات اإلعالميـة، وتراجـع التنظـيامت النقابيـة واملهنيـة للدفـاع عنـه داخـل هـذه املؤسسـات (غيـاب التضامـن مـع الصحافـيني املفصــولني عــن عملهــم بســبب موقفهــم املعــارض للتغطيــة اإلعالميــة املنحــازة إلرسائي ـل(. - صـورة اليهـود يف الالوعـي اجلمعـي (التعاطـف اإلنسـاين مـع اليهـود الذيـن تعرضـوا للهولوكوست). . تحوالت الخطاب اإلعالمي وتمثالته للحرب على غزة 4 تؤكـد نظريـة التـأطري، كام صاغهـا غـوفامن، أن األفـراد يـفرسون العـامل مـن حولـهم ، وهـي البنـى العقليـة التـي تشـكل إدراكهـم " األطـر األوليـة " مـن خالل منظومـة مـن وفهمهــم. وال ُتُعــد هــذه األطــر ثابتــة، بــل تتشــكل باســتمرار مــن خالل تـم ُّثُالت جديـدة. وهـذه التمـثالت ال تتأتـى مـن فـراغ، وإنام بنـاء عىل التفـاعالت التـي تـحدث مـع مجـاالت اإلدراك، واملقصـود بهـا هنـا الـحرب عىل غـزة. ولذلـك، فالتحـوالت التـي ت ـج مواقـف متعـددة عىل املسـتوى السـيايس تؤثـر � تقـع مـع حركيـة األحـداث يف غـزة، ُتُن يف طبيــعة التــمثالت عىل مــستوى رسدــيات اخلــطاب اإلعالــمي.

Made with FlippingBook Online newsletter