العدد 4 – يوليو تموز 2024

| 130

فـًا مغايـ ًرًا للتعامـل مـع هـؤالء. فتتموضـع الكلبيـة القديمـة � والنفـوذ، تتخـذ كل فئـة موق (السـاخرة) مـن خالل ممارسـتها اليـوم خـارج املجتمـع مـن أجـل انتقـاده. وقبـل هـذا وسـخت " ج ـِه سـهام نقدهـا إىل تلـك النخبـة احلاكمـة ومـن يـدور يف فلكهـا، والتـي � ُتُو ). أمـا الكلبيـة احلديثـة (الوقحـة) فهـي ُمَُو ََّجَهـة خلدمـة هـذه 15 ( " يديـها لتنقـذ نفسـها ب ـا منهـا لالسـتفادة مـن االمتيـازات �ُ )، تق ُّر 16 النخبـة املتحكمـة يف السـلطة ومغازلتهـا( التـي توفرهـا هلا. إذن، يـرى سـلوتردايك أن الوقاحـة (الكلبيـة احلديثـة) ُتُعـد أسـلوب العمـل السـائد يف الثقافـة املعـارصة عىل املسـتويني، الشـخيص واملؤسسـايت، بعـد أن اختـ َّل اإليامن بمبـادئ هـي الوعـي الزائـف املسـتنري. إنهـا ذلـك الوعي " التنويـر. ويقـول عنهـا يف هـذا الصـدد: عـًا. لقـد اسـتفادت � ثـر فيـه التنويـر بنجـاح وبـدون جـدوى م � احلديـث التعيـس الـذي أ .) 17 ( " مـن دروس التنويـر، لكنهـا مل تطبقهـا، وربام مل تكـن قـادرة عىل ذلـك . الواصلون والحق الحصري في الدفاع عن النفس 1.1 إن اسـتفادة الكلبيـة احلديثـة، كوعـي زائـف، مـن التنويـر يكمـن يف قدرتهـا عىل اسـتعامل عـًا يف املجتمعـات احلديثـة، مثـل � املفاهيـم التـي أقـ َّر بـها فالسـفة األنـوار وأصبحـت واق احلريـة والديمقراطيـة وحقـوق اإلنسـان، ومنهـا حـق تقريـر الـمصري والـحق يف مقاومـة االحـتالل اللذيـن أق َّرَهمـا القانـون الـدويل يف القـرن العرشيـن. لكـن زيـف هـذا الوعي، يـًا يف اسـتعامله � بـًا يف املجـال اإلعالمـي الغـريب، سـيظهر تدرجي � ا خص الـذي وجـد مـجاا ًل مفاهيــم احلداثــة الغربيــة بطريقــة انتهــج فيهــا سياســة الكيــل بمكيــالني. فُيُقــ ُّر بـها يـا يف الـحربني اللـتني كانـت كل � للبعـض ويرفضهـا للبعـض اآلخـر. وهـذا مـا ظهـر جل مـع أحـداث الـحرب " الوعـي الزائـف " ح ـًا هلام؛ إذ تعامـل هـذا � مـن أوكرانيـا وغـزة مرس حــق " عـ ًا عــن � قـ ًا مــن التزامــه بمبــادئ احلريــة وحقــوق اإلنســان، مداف � األوىل انطال والرئيـس فالديـمري " الـروس معتديـن " ، واعـترب " األوكرانـيني يف الدفـاع عـن أنفسـهم . بيـنام تعامـل مـع الـحرب عىل غـزة بـكل كلبيـة (وقاحـة)؛ إذ " مـجرم حـرب " بـوتني ليصبـح دفـاع جـزء مـن اإلعالم " عـًا عـن النفـس � دفا " سـُتُق َّدَم يف هـذا اإلعالم، بوصفهـا ــيا عىل ــهذه الفــكرة. � الــغريب ــعن الرواــية اإلرسائيلــية مبن الضحيـة املدافعـة " لذلـك تظهـر إرسائيـل يف أغلبيـة التقاريـر الصحفيـة الغربيـة بمظهـر ا يدافـع عنهـا الكاتـب أمـام هـجامت حركـة حـماس. وهـذه الروايـة مـثا ًل " عـن نفسـها

Made with FlippingBook Online newsletter