العدد 4 – يوليو تموز 2024

| 134

. الصحافة والمال والسياسة: العالقات الخطرة 2 - 1905 ( ) Paul Nizan باســتعادته عنــوان كتــاب الفيلســوف الفــرنيس، بــول نيــزان ( ، يؤكــد سريج حليمــي أن دور 1932 ، الــذي صــدر عــام " كالب احلراســة " ،) 1940 كالب حراسـة الطبقـة النافـذة يف املجتمـع انتقـل مـن الفالسـفة (عنـد بـول نيـزان) إىل لـِلني واخلرباء الذيـن أصبحـوا حـراس النظـام االجتامعـي والسـيايس � اإلعالمـيني واملح القائـم لصالـح األقويـاء، مربريـن مـا يقـوم بـه هـؤالء. يقـول حليمـي عـن هـؤالء نـ ًا، ويف كــثري مــن � إن لديـهم خربة جتميــل، وميكروفو " اإلعالمــيني واخلرباء اجلــدد: األحيــان أكثــر مــن كــريس علمــي. وكمخــرجني للحقائــق االجتامعيــة والسياســية، الداخليــة واخلارجيــة، فإنـهم ُيُشــو ِّهِوهنا بالتعاقــب. إنـهم خيدمــون مصالــح أســياد ). وإذا كان الفيلســوف الفــرنيس، جوليــان 29 ( " العــامل. إنـهم كالب احلراســة الـجدد )، كتــب عمــن أسامه بالكاتــب العــميل الــذي 1956 - 1867 ( ) Julien Benda بانــدا ( يمتلـك الرغبـة يف إرضـاء الربجوازيـة التـي حتيطـه، مقابـل ذلـك، هبالـة الشـهرة وتـوزع " برجوازيـة " َِه ِْمْنـا أنـه يكفـي إبـدال كلمـة َف " )، فـإن حليمـي يؤكـد: 30 عليـه األوسـمة( ). بمعنـى آخـر، كان هنـاك دائاًم ا 31 ( " نـَاع القـرار � التـي تعـترب قديمـة جـ ًّدًا، بكلمـة ص طائفـة مـن املثقـفني الذيـن يـدورون يف فلـك األقويـاء، وينسـجون عالقـات وطيـدة لـف ذلـك مـن تمـاد يف الكـذب وقلـب احلقائـق � معهـم، فـيربرون لـهم قراراتهـم، مـهام ك " القـرن " ص ـًا بنـادي � ضـد مصالـح طبقـات املجتمـع األخـرى. وينـ ِّدِد حليمـي، خصو )، وفيـه جتتمع النخبة السياسـية 32 نـا للتواطـؤ بني السياسـيني والصحفـيني( � باعتبـاره مكا ثـل هلا فرصـة حقيقيـة للحصـول عىل معلومـات قيمـة � واالقتصاديـة واإلعالميـة، فهـو يم مـن النافذيـن يف عالـمي املال والسياسـة، ولزيـادة التقـرب منهـم. . السلطة الرابعة: عالقة مركبة بين المؤسسات اإلعالمية والصحفيين 2.1 يمكـن القـول: إن العالقـة بني اإلعالمـيني مـن جهـة، ورجـال السياسـة وعـامل الصناعـة واملال مـن جهـة أخـرى، هـي أكثـر مـن تواطـؤ، بـل عالقـة أربـاب حمطـات ( ُمُشـ ِّغِل) ظـ َفني). وإذا كان أربــاب املحطــات يملكــون أي ًضًــا رشكات كــبرية � وإعالمــيني ( ُمُو تربطهـا بإرسائيـل عالقـة وطيـدة، فإنـه مـن الصعـب عىل اإلعالمـي الـخروج عـن الـخط التحريـري الـذي تضعـه الرشكـة نفسـها. عىل سـبيل املثـال، تنشـط جمموعـة الغارديـر ) يف مـجاالت اإلعالم والـنرش والرتفيـه، وُتُعـد يف الواقع إمرباطورية Groupe Lagardère (

Made with FlippingBook Online newsletter