العدد 4 – يوليو تموز 2024

139 |

. الفكر الوقح في خدمة األقوياء 3 يف الواقـع، هـذه اخلدمـة ال ُيُق ِّدِمهـا اإلعالميـون فقـط إىل هـؤالء النافذيـن، بـل هنـاك فئـة أخـرى مـن املثقـفني تلعـب هـذا الـدور. وعـن هـؤالء يقـول باسـكال بونيفـاس: م ـ ًا مــن الصــدق الفكــري، وال هيتمــون بــه � اجلميــع يــدرك أنـهم عىل النقيــض متا " لســببني. األول: أن الغايــة تربر الوســيلة بالنســبة لـهم؛ إذ يعــتربون أن عامــة النــاس ليسـوا ناضـجني بام يكفـي لفهـم األمـور، لذلـك مـن املناسـب توجيههـم حتـى ولـو بطـرق ال عالقـة هلا بالضـمري. والثـاين: مـا دامـوا يدافعـون عـن األطروحـات السـائدة، لـن يعاقبـوا أبـ ًدًا عىل أسـاليبهم البغيضـة. فـلامذا سـيهتمون إذن بتأنيـب الضـمري؟ إن يـا مـن االقتنـاع أمـا الكـذب فلـم يعد ُيُشـ ِّوِه السـمعة. � قـول احلقيقـة يتطلـب جهـ ًدًا إضاف .) 53 ( " يـجب أن تكـون أحـمق حتـى ال تسـتفيد مـن ذلـك -رغــم جتاهلهــم للحقائــق التــي أصبحــت معلومــة " املثقــفني الزائــفني " إن هــؤالء للمتلقـي بفضـل وسـائل التواصـل االجتامعـي وبعـض املنابـر اإلعالميـة التـي تغـرد خـارج رسب اإلعالم الرسـمي والتابـع واخلادم ملصالـح األقويـاء- مـا زالـوا يصولـون . لـهذا، فالسـؤال الـذي يطرح " وقاحتهـم " وجيولـون يف املشـهد اإلعالمـي الغـريب، رغـم نفسـه هـو: مـن أيـن لهـؤالء هـذه القـدرة عىل البقـاء رغـم خطابهـم الـكاذب واملتهافـت ض ـًا مـن عنـد باسـكال بونيفـاس الـذي يقـول � يف أغلـب األحيـان؟ الـجواب نسـتقيه أي عىل الرغـم مـن اإلنرتنـت، الـذي جيعـل العثـور عىل الترصيـحات " يف هـذا اخلصـوص: لـهذه الوسـائط التـي " املزوريـن " السـابقة أسـهل مـن ذي قبـل (ومـن ثـم عـداء معظـم تـا � ال يسـيطرون عليهـا)، فـإن مـن النـادر أن يكـون هنـاك عمـل بحثـي. إنـه يتطلـب وق وينطـوي عىل خطـر تكويـن أعـداء أقويـاء. ومـن يسـتنكر أكاذيـب املثقـفني اإلعالمـيني ا مــن الوصــول إىل وســائل اإلعالم؛ ألن هــؤالء ال يريــدون انتقــاد لــن يتمكــن دائاًم .) 54 ( " أنفسـهم! لننظـر إذن إىل بعـض نامذج مـن هـؤالء املثقـفني ملقاربـة مواقفهـم مـن الـحرب يف غـزة ومناقشـتها يف ضـوء تقربهـم مـن األقويـاء ودفاعهـم عـن الروايـة اإلرسائيليـة باعتبارهـا األطروــحة الــسائدة.

Made with FlippingBook Online newsletter