العدد 4 – يوليو تموز 2024

145 |

وقــح ملآيس الفلســطينيني. وُيُظهــر هــذا الواقــع تواطــؤ اإلعالمــيني واملثقــفني مــع ض ـًا هتافـت اخلطـاب اإلعالمـي � األقويـاء والنافذيـن يف عـامل السياسـة واالقتصـاد، وأي الغـريب الـذي يسـتخدم مفاهيـم املجـال التـداويل احلداثـي ليدافـع بـها عـن إرسائيـل ا احلديـث باعتبارهـا جـز ًءًا مـن الغـرب. ويف املقابـل، هياجـم كل مـن يعاديـها، متجـاها ًل عـن جرائـم إرسائيـل ضـد املدنـيني الفلسـطينيني، بـل يقـوم بتربيـر هـذه اجلرائـم باسـم القانـون الـدويل تـارة، أو باسـم الدفـاع عـن الديمقراطيـة الغربيـة التـي ترعاهـا إرسائيـل يف املنطــقة، ــتارة أــخرى. )، عــن 2003 - 1935 وهنــا، نســتحرض مــا قالــه املفكــر الفلســطيني، إدوارد ســعيد ( لـكل مثقـف مجهـور ومنـارصون. والقضيـة هي: " عالقـة املثقـف بجمهـوره وبالسـلطة: نـًا وعليـه أن ُيُسـ ِعِده، أم أن عليـه � يـُريض ذلـك اجلمهـور، باعتبـاره زبو � هـل عليـه أن فـِزه إىل املعارضـة الفوريـة أو إىل تعبئـة صفوفـه للقيـام بدرجـة � ح أن يتحـ َّدَاه، ومـن ثـم ح ُي يـا كانـت اإلجابـة عىل هـذا السـؤال، فإنـه � أكرب مـن املشـاركة الديمقراطيـة يف املجتمـع؟ أ خ اطـب البـد مـن مواجهـة السـلطة، وال منـاص مـن مناقشـة عالقـة اُملُثقـف بهـا. كيـف خ ُي عـًا إليهـا، أم باعتبـاره ضمريهـا � فـًا ضار � خ اطبهـا باعتبـاره حمرت اُملُثقـف السـلطة: هـل خ ُي .) 78 ( " اهلاوي الـذي ال يتلقـى مكافـأة عام يفعـل؟ يبــدو أن الصحفــيني واملثقــفني الذيــن يملــؤون الفضــاء اإلعالمــي الغــريب الرســمي حمرتفني " خياطبــون مــن يتحكمــون يف الســلطة السياســية واالقتصاديــة باعتبارهــم إىل هـؤالء، موظـفني لديهـم أو راغـبني يف عطاياهـم. فهـم، إذن، بلغـة سـعيد، " ضـارعني ليسـوا ضامئـر هـذه السـلطة، ويتلقـون مكافـآت كـثرية عام يقولـون ويفعلـون. كام أنـهم غري مســتعدين وال قادريــن عىل انتقــاد أصحــاب هــذه الســلطة املتشــعبة يف السياســة واالقتصـاد عىل نـهج الفيلسـوف اليونـاين، ديوجانـس الكلبـي، أي انتقـا ًدًا للتصحيـح عـن طريـق قـول احلقيقـة دون حمابـاة األقويـاء. إن هـذا يتطلـب، كام قـال بونيفـاس، جهـ ًدًا كـبريا وقـد ًرًا مـن االلتـزام، اُملُعـ َّرَض لالهنيـار أمـام إغـراءات تلـك السـلطة. وهـذا ال يعنـي أنـه ليـس هنـاك مـن يقـوم بـهذا الـدور يف وجـه السـلطة ومـن يواليهـا. لكـن هـذه األخرية أحكمـت قبضتهـا بالفعـل، كام جـاء عىل لسـان مكيافـييل املتخيـل ا للرافــضني ألطروحاتـها يف قنواتـها الرســمية، بـ َل جــويل. وهــي ال ترتك مـجاا ًل �ِ مــن ِق ليتحركـوا عىل اهلامـش أو يف احليـز الرقمـي رغـم عـدم خضوعـه للمعـايري األخالقيـة لتــداول املعلومــة والفكــرة. أمــا الكتــب واألبحــاث اجلادة الناقــدة للســلطة وتزويــر

Made with FlippingBook Online newsletter