العدد 4 – يوليو تموز 2024

| 184

االحـتالل اإلرسائـييل وجتميـل صورتـه الذهنيـة السـلبية، وبنـاء صـورة إجيابيـة بشـكل فعــال ومؤثــر لــدى الــرأي العــام العــريب. فالعالقــات العامــة، ســواء التقليديــة أو الرقميـة، تـهدف إىل الربـط والتفاعـل بني املنظمـة ومجهورهـا لكسـب الثقـة والقبـول بعقليــة منفتحــة، وإيصــال املضــامني املرغوبــة لتحقيــق املصالــح. فيعمــل االحــتالل اإلرسائــييل عىل اســتخدام العالقــات العامــة الرقميــة أداة لتزييــف احلقائــق وتثبيــت رسديتـه. وقـد أظهـرت نتائـج الدراسـة أن إرسائيـل اسـتخدمت مجيـع الوسـائل للسـيطرة عىل ثـل يف � يـا يتم � األرض وتـهجري الشـعب الفلسـطيني، وأصبـح الرصاع يأخـذ منحنـى رقم توظيـف مجيـع أدوات العالقـات العامـة الرقميـة مـن خالل اسـتخدام وسـائل التواصـل االجتامعـي وتقنيـات اإلعالم احلديـث وذلـك لفـرض اهليمنـة اإلرسائيليـة والقضـاء عىل الوجـود الفلسـطيني. ويـشري ذلـك إىل وجـود تاريـخ مـشرتك وعالقـة قويـة بني العالقــات العامــة وقيــام األنظمــة االســتعامرية وارتباطــهام ببعــض. وهنــا، نالحــظ أن العالقــات العامــة توظــف الربوباغنــدا والتعتيــم عىل احلقائــق وعــرض أنصــاف احلقائـق أو تزييفهـا للتـأثري يف الـرأي العـام خلدمـة مصالـح وغايـات املؤسسـات الراعيـة للعالقـات العامـة كام هـو الشـأن يف احلالـة اإلرسائيليـة التـي تبحثهـا هـذه الدراسـة. ومـن خالل العالقـات العامـة الرقميـة أصبـح مـن السـهل إيصـال مضمـون الرسـائل واألهـداف والغايـات بطـرق بسـيطة ورسيعـة وخاصـة بالنسـبة لألنظمـة االسـتعامرية التـي توظـف العالقـات العامـة سـواء التقليديـة أو الرقميـة خلدمـة مصاحلهـا وإبـراز اجلوانـب اإلجيابيـة هلا وتـحسني سـمعتها وصورتـها الذهنيـة. وقـد طوعـت إرسائيـل، باعتبارهــا دولــة اســتعامرية، وســائل اإلعالم خلدمــة سياســاهتا وأهدافهــا وروايتهــا الرسـمية التـي تتبناهـا وتريـد إيصـاهلا إىل الـرأي العـام العـريب والعالـمي. وبَّيَنـت الدراسـة أن اهـتامم أدرعـي ال ينصـب عىل حجـم املتابعـة وتفعيـل خاصيتهـا، ا ردود الفعــل الســلبية بــل يقــوم بــنرش أفــكاره وروايتــه ومــا يـهدف إليــه، متجــاها ًل للمتابــعني، أو حتــى أعدادهــم؛ ألنــه يؤمــن فقــط باســتمرارية التواصــل حتــى ولــو كان سـلبًّيًا مـع املسـتخدمني مـن أجـل حتطيـم احلواجـز النفسـية. وقـد يصـل األمـر إىل حـرف الرصاع الفلسـطيني-اإلرسائييل عـن مسـاره التاريـخي الوجـودي، وحتويلـه إىل رصاع إنسـاين حـدودي عرب اسـتخدام إسرتاتيجيـات خمتلفـة، منهـا تغييـب احلقائـق والشــفافية، مـما يؤثــر يف فاعليــة رســائله االتصاليــة ودرجــة إقناعهــا. وتتيــح هــذه

Made with FlippingBook Online newsletter