العدد 4 – يوليو تموز 2024

| 30

)، يف سـياق 29 حظـي هـذا املصطلـح مبكـ ًرًا باهـتامم الفقيـه القانـوين، رفائيـل ليمكـن( دراسـته لالحـتالل األملاين للكسـمبورغ خالل الـحرب العامليـة الثانيـة؛ إذ رصـد السياسـة التـي اتبعتهـا السـلطة األملانيـة يف منـع السـكان املحلـيني مـن التعـبري عـن روحهـم الوطنيــة مــن خالل الفــن واإلعالم واملرسح والســينام واآلداب، وحماولــة التحكــم يف مجيـع األنشـطة املرتبطـة بهـذه املجـاالت، بـل مل تسـمح هذه السـلطة للسـكان باسـتخدام س ـ َع الـمؤرخ واألكاديمــي، � اللغــة الفرنســية يف بعــض املســتويات التعليميــة. وقــد تو )، يف تفصيـل أبعـاد هـذا املفهـوم يف دراسـة Lawrence Davidson لورنـس دافيدسـون ( ق ـًا � بـع جـذوره التارخييـة انطال � )؛ إذ تت 30 ( " اإلبـادة الثقافيـة " رائـدة حتمـل نفـس العنـوان: سياسـة املسـتعمرين األوروبـيني الذيـن ارتكبـوا ودعمـوا االعتـداء عىل ثقافـات " مـن ، كام درس أشـكال اإلبـادة الثقافيـة التـي تعـرض هلا الفلسـطينيون " اهلنـود األمريكـيني . " نـة األرض وإبـادة تـراث الثقافـة العربيـة �َ � ََر ْب وحماولـة َع " ) 31 ( " اإلبـادة السياسـية " ا أخـرى من اإلبـادة، السـيام أظهـرت الـحرب عىل غـزة أشـكاا ًل التــي تســتهدف تــدمري مؤسســات احلكــم الـمحيل واملرافــق اإلداريــة؛ إذ كان اجليــش اإلرسائــييل يســعى إىل تعطيــل قــوة حركــة حـماس وحكمهــا لقطــاع غــزة مــن خالل التـدمري املمنهـج لـكل األجهـزة واملؤسسـات السياسـية واألمنيـة والتنفيذيـة والقضائيـة. ) أكثـر األشـكال بـرو ًزًا يف الـحرب عىل غـزة؛ إذ 32 ( " اإلبـادة االجتامعيـة " وربام كانـت حـاول اجليـش اإلرسائـييل تـدمري البنيـة االجتامعيـة لقطـاع غـزة وإضعـاف مواردهـا الوطنيــة والروحيــة مــن خالل اجتثــاث النخــب واملثقــفني والرمــوز االجتامعيــة يف قطاعــات خمتلفــة (الصحــة، العمــل اإلغاثــي، األكاديميــا...) عرب عمليــات القتــل اإلبــادة " الواســع أو التهــجري الــقرسي والتطــهري العرقــي. وال يمكــن أي ًضًــا جتاهــل ) التــي مارســها اجليــش اإلرسائــييل يف قطــاع غــزة؛ حيــث ســعى 33 ( " االقتصاديــة اجليـش اإلرسائـييل إىل تـدمري أسـس الوجـود االقتصـادي للسـكان، مـن خالل اإلجهـاز عىل املصانـع واملؤسسـات التجاريـة واالقتصاديـة والبنـوك ونـهب مدخراتـها وتـدمري ممتلـكات األفـراد ودورة اإلنتـاج االقتصـادي يف القطـاع، والقضـاء عىل بعـض املرافـق االقتصاديـة، مثـل املينـاء وشـبكة الطـرق والـمواصالت والبنيـة التحتيـة املرتبطـة بـدورة اإلنتـاج االقتصـادي؛ مـما تسـبب يف القضـاء عىل مصـادر احليـاة الفلسـطينية. وتبـدو تـًا يف الـحرب عىل غـزة، وهـو نمـط آخـر � ا الف ) شـكا ًل 34 ( " اإلبـادة البيولوجيـة " ض ـًا � أي سياسـة التهـجري والتقليـل مـن " مـن اإلبـادة الـذي رصـده ليمكـن، ويتحقـق مـن خالل

Made with FlippingBook Online newsletter